أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" دراسة حديثة سلطت الضوء على مرحلة جديدة في تطور الذكاء الاصطناعي، المعروفة باسم الذكاء الاصطناعي العام (AGI). ويمثل هذا المستوى المتقدم من الذكاء الاصطناعي فرصًا ضخمة في مجالات الأتمتة، تسريع النمو الاقتصادي، وتطوير الاكتشافات العلمية، إلى جانب التحديات التنظيمية المرتبطة به على المستوى العالمي.
وحملت الدراسة، التي جاءت بعنوان "استشراف حوكمة الذكاء الاصطناعي العام: الوضع الحالي والتطلعات المستقبلية"، استعراضًا للمعايير التقنية والمفاهيمية للذكاء الاصطناعي العام، بالإضافة إلى استعراض المبادرات الدولية المتعلقة بحوكمته، والتوقعات المستقبلية لتأثيره على التنمية والاقتصاد والصحة. وأوضحت "سدايا" أن الذكاء الاصطناعي العام يتميز بقدرات مشابهة للقدرات البشرية في التعلم وحل المشكلات، وهو ما يثير اهتمامًا عالميًا واسعًا، إلى جانب مخاوف من التطور السريع لهذه التقنية دون أطر تنظيمية مناسبة.
إقرأ ايضاً:
الموارد البشرية تحذر أصحاب المنشآت .. هذه المخالفة تعرضك لعقوبات غير متوقعة"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبد"شركة آبل" تفاجئ الجميع بـ"خصومات ضخمة".. هذا الجهاز الشهير ينخفض سعره لأدنى مستوى في تاريخه!"مايكروسوفت" تفاجئ العالم بـ MAI-Image-1.. هل ينهي عصر DALL-E؟ تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وتشير الدراسة إلى أن مصطلح الذكاء الاصطناعي العام بدأ بالظهور في أواخر القرن العشرين، ثم تطور ليصبح هدفًا استراتيجيًا تسعى لتحقيقه الدول والشركات التقنية الكبرى. ويُتوقع أن يُحدث هذا الذكاء تغييرات نوعية في حياة البشر، عبر تسريع الابتكار العلمي، تطوير العلاجات الطبية، وتعزيز الازدهار الاقتصادي. ومن أبرز الأمثلة على الاستثمارات الضخمة في هذا المجال مشروع "ستار جيت" الأمريكي الذي تقوده شركة "أوبن أي آي" بميزانية تقدر بـ500 مليار دولار (حوالي 1.8 تريليون ريال سعودي).
وأكدت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي العام يُعد أحد الأنواع الثلاثة الرئيسة للذكاء الاصطناعي إلى جانب الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI) والذكاء الاصطناعي الخارق (ASI)، مشيرةً إلى أن AGI يمكن تصنيفه إلى أربعة مستويات: الناشئ، والكفء، والخبير، والبارع، وفق قدرته على أداء مهام معرفية مشابهة للبشر.
وأبرزت الدراسة التحديات المتعلقة بغياب الأطر الدولية والوطنية الخاصة بتنظيم الذكاء الاصطناعي العام، وهو ما يفرض الحاجة لتعزيز التعاون الدولي وضمان الاستخدام الآمن للمزايا الاقتصادية والعلمية لهذه التقنية. ويختلف التوقع الزمني لتحقيق AGI بين الخبراء، فمنهم من يرى إمكانية الوصول إليه بحلول 2030، بينما يتوقع آخرون أن يكون بين 2040 و2060، مع استمرار العقبات التقنية والفلسفية.
وأشارت "سدايا" إلى أن المملكة تتمتع ببنية رقمية وتنظيمية متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يؤهلها لاستقبال التحولات المرتقبة في هذا القطاع. وتعمل الهيئة على تطوير الأطر التنظيمية بالشراكة مع خبراء دوليين لضمان الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 ويعزز مكانتها كمرجع عالمي في حوكمة الذكاء الاصطناعي.