كشف تقرير طبي حديث عن نتائج مثيرة للقلق بعد أن قارن بين أضرار التدخين ونمط الحياة الخامل، مشيرًا إلى أن الجلوس لساعات طويلة يوميًا دون حركة قد يشكل خطرًا على القلب والرئتين يعادل أو يفوق تأثير التدخين. التقرير الذي نشره موقع "تايمز ناو" أكد أن هذه العادة اليومية التي أصبحت شائعة في العصر الحديث، خاصة بين العاملين من المنازل أو أصحاب الوظائف المكتبية، تسببت في ارتفاع مقلق لأمراض القلب والشرايين واضطرابات الجهاز التنفسي.
وأوضح التقرير أن الجلوس لفترات طويلة، خصوصًا بعد تناول الطعام مباشرة، يعد من أكثر السلوكيات ضررًا للصحة العامة، نظرًا لتأثيره السلبي على الدورة الدموية والتمثيل الغذائي، ما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وتصلب الشرايين بمرور الوقت.
وأكد الخبراء أن هذا النمط من الحياة "الخامل" لم يعد مجرد عادة مريحة، بل تحول إلى عامل خطر صحي موازٍ للتدخين من حيث آثاره التراكمية على الجسم.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ونقل الموقع عن الدكتور دينيش ديفيد، استشاري أمراض القلب، قوله إن "الجلوس لأكثر من ثماني ساعات يوميًا من دون ممارسة أي نشاط بدني منتظم يُعد أسوأ بكثير من التدخين، وقد يؤدي إلى نفس العواقب الصحية الخطيرة"، مضيفًا أن قلة الحركة تؤثر بشكل مباشر على نشاط القلب والرئتين وتبطئ من عملية الأيض الحيوي.
وبيّن ديفيد أن معدل الأيض في الجسم يتراجع بنسبة تصل إلى 30% أثناء الجلوس مقارنة بالوقوف أو المشي، ما ينعكس على قدرة الجسم في حرق الدهون وتنظيم السكر في الدم. وأشار إلى أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر شيوعًا مع ازدياد نمط العمل المكتبي والعمل عن بُعد، مما جعل كثيرين يقضون أغلب ساعات يومهم في وضع الجلوس دون حركة.
وتشير دراسة نُشرت في مجلة "Annals of Internal Medicine" إلى أن الجلوس لأكثر من 8 ساعات يوميًا يرفع خطر الوفاة بنسبة 34%، وهو رقم يعكس مدى خطورة هذه العادة التي يستهين بها الكثيرون. وفي المقابل، أظهرت الأبحاث أن تدخين من سيجارة إلى خمس سجائر يوميًا يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تتراوح بين 40 و50%، ما يعني أن كلا السلوكين — التدخين والجلوس المطول — يحملان تهديدًا حقيقيًا للحياة.
ويؤكد الخبراء أن الحل لا يكمن فقط في تجنب التدخين، بل أيضًا في كسر نمط الحياة الخامل، عبر زيادة النشاط البدني اليومي، مثل المشي المنتظم، أو الوقوف كل ساعة خلال ساعات العمل، لتقليل الأثر السلبي الناتج عن الجلوس الطويل. ويُختتم التقرير بدعوة إلى إعادة التفكير في أسلوب الحياة اليومي، مشددًا على أن الوقاية من أمراض القلب والرئتين تبدأ بخطوات بسيطة لكنها مستمرة، أهمها الحركة المنتظمة والوعي بأضرار الكسل البدني المستمر.