في خطوة مفاجئة وصفت بأنها الأوسع منذ إطلاق برنامج الضمان الاجتماعي المطور، أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية عن تحويل فوري لأكثر من 2.3 مليون مستفيد من كبار السن إلى حالة “مؤهل”، بعد أن كانوا مصنفين سابقًا ضمن فئة “غير مؤهل”. القرار الجديد جاء ليمنح هذه الفئة دعمها الشهري دون الحاجة لتقديم اعتراضات أو مراجعات، في تحول يترجم التزام الدولة برعاية كبار السن وضمان كرامتهم.
الوزارة أكدت أن هذا التحديث التلقائي شمل أيضًا إزالة جميع الاعتراضات القديمة التي كانت قيد المراجعة، ما يعني أن المستفيدين لن يضطروا بعد الآن إلى الانتظار الطويل أو الدخول في إجراءات معقدة. وتزامن الإعلان مع اقتراب موعد صرف دفعة نوفمبر 2024، ما جعل الخبر بمثابة مفاجأة سارة لكثير من الأسر السعودية التي تعتمد على هذا الدعم في تلبية احتياجاتها الشهرية.
إقرأ ايضاً:
500 مليون دولار في الأفق.. ما سر الإقبال الكبير على صكوك الإنماء؟شاب مسلم يربك السياسة في نيويورك.. من مغني راب إلى مقعد العمدة!تحذيرات جديدة من أمانة مكة.. مخالفات بسيطة قد تكلف السكان آلاف الريالات!ووفقًا لما ذكرته الوزارة، فإن القرار يأتي ضمن إطار رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تطوير الخدمات الحكومية وتبسيطها عبر التحول الرقمي. ويُعد هذا التحول جزءًا من سلسلة إصلاحات بدأت منذ إطلاق نظام الضمان الاجتماعي المطور، الذي يسعى إلى تحسين كفاءة الدعم ووصوله إلى مستحقيه بسرعة وشفافية.
الخبير الاقتصادي عبد الرحمن الحربي أوضح في تصريحات إعلامية أن الخطوة تمثل نقلة نوعية في إدارة ملفات الدعم الاجتماعي، مشيرًا إلى أن رقمنة النظام بهذه السرعة تُعد مؤشرًا قويًا على جاهزية البنية التقنية في وزارة الموارد البشرية، وأن هذه الآلية الجديدة ستقلل الأخطاء البشرية وتسرّع صرف المستحقات.
من الناحية الاجتماعية، يُتوقع أن يسهم القرار في رفع مستوى الرضا العام بين كبار السن، من خلال ضمان استقرار دخلهم الشهري وتقليل الضغوط المعيشية على أسرهم. كما أن إزالة القيود السابقة تفتح الباب أمام المزيد من الشفافية والعدالة في توزيع الدعم، ما يجعل النظام أكثر مرونة وشمولية.
وأكدت الوزارة في بيانها أن جميع المستفيدين مطالبون بـ تحديث بياناتهم عبر المنصة الإلكترونية لضمان استمرار الصرف دون انقطاع، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعد إجراءً احترازيًا لضمان وصول الدعم إلى المستحقين الفعليين فقط.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة قد تمهد لمزيد من القرارات المستقبلية المشابهة التي تشمل فئات أخرى من المستفيدين، مما يجعل نوفمبر شهراً مفصلياً في مسار الضمان الاجتماعي المطور. وبينما تتجه السعودية نحو رقمنة شاملة في خدماتها الاجتماعية، يبقى السؤال الأهم: هل حدّثت بياناتك لتتأكد من وصول دعمك القادم؟
