بينما يتركز اهتمام العالم عادة على داء السكري بنوعيه الأول والثاني، بسبب علاقته بمستويات السكر في الدم ونمط الحياة، هناك مرض آخر أقل شهرة لكنه لا يقل خطورة، يُعرف باسم السكري الكاذب أو كما يسميه بعض الأطباء “السكري الآخر”، ويؤثر بهدوء على الآلاف حول العالم دون أن يدركوا طبيعته.
ووفقًا لتقرير حديث نشره موقع "ساينس ألرت" العلمي، فإن هذا المرض يختلف تمامًا عن السكري الشائع من حيث الأسباب والآلية، رغم أنهما يشتركان في عرض رئيسي واحد وهو كثرة التبول. لكن على عكس داء السكري الحقيقي، لا علاقة للسكري الكاذب بمستوى السكر في الدم، بل ينشأ نتيجة اضطراب في عمل هرمون الأرجينين فاسوبريسين (AVP)، المعروف أيضًا باسم الهرمون المضاد لإدرار البول، وهو المسؤول عن تنظيم احتباس الماء داخل الجسم.
إقرأ ايضاً:
تفاصيل صادمة عن عقوبات الفساد بالسعودية.. ومفاجأة حول حماية المبلّغين!قرارات مفاجئة بحق آلاف المقيمين والمواطنين.. الجوازات تكشف التفاصيل الكاملةويُنتج هذا الهرمون في منطقة تحت المهاد بالدماغ ويُفرز بواسطة الغدة النخامية، حيث يقوم بإرسال إشارات إلى الكلى للحفاظ على الماء. وعندما تقل كميته أو يفقد فعاليته، تفشل الكلى في أداء وظيفتها، مما يؤدي إلى العطش الشديد وإخراج كميات كبيرة من البول المخفف.
ويوضح دان بومغارت، المحاضر الأول في جامعة بريستول البريطانية، أن “نقص هرمون (AVP) أو فشله في العمل يجعل الكلى غير قادرة على الاحتفاظ بالماء، ما يسبب فقدانًا مفرطًا للسوائل.”
ويُعرف النوع الأكثر شيوعًا من المرض باسم السكري المركزي، وينتج عادة عن أورام الدماغ أو الإصابات أو الالتهابات أو العوامل الوراثية. كما توجد حالة أخرى تُعرف بـ السكري الحملي، تصيب النساء أثناء الحمل لكنها غالبًا ما تختفي بعد الولادة.
أما النوع الثاني، المعروف باسم السكري الكلوي، فيحدث عندما لا تستجيب الكلى للهرمون (AVP) بالشكل المطلوب، وغالبًا ما يرتبط بتناول بعض الأدوية مثل الليثيوم أو نتيجة تلف في الكلى.
ويشمل العلاج عادة نظامًا غذائيًا منخفض الملح مع زيادة شرب المياه وفق إرشادات طبية دقيقة، لتجنب الجفاف أو اختلال توازن الأملاح. وهناك نوع نادر من السكري الكاذب يُصيب مركز العطش في الدماغ، مما يدفع المريض لشرب كميات مفرطة من الماء، وهو ما قد يسبب انخفاضًا خطيرًا في مستوى الصوديوم بالدم وأعراضًا مثل الصداع والنوبات.
ويحذر بومغارت من أن الإفراط في شرب الماء دون سبب واضح قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية داخلية، مشددًا على ضرورة زيادة الوعي بهذا المرض النادر، لأن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على حياة المصاب.