اكتشاف مذهل في جبال القوقاز

اكتشاف مذهل في جبال القوقاز.. حصن غامض يفوق التوقعات بحجمه وتاريخه العريق

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في اكتشاف أثري يُشبه الأساطير، نجح فريق من علماء الآثار في رصد حصن ضخم ومخفي وسط جبال وعرة في جنوب القوقاز، وذلك بفضل استخدام تقنيات الطائرات المسيّرة الحديثة. المفاجأة الكبرى لم تكن في العثور على الموقع فحسب، بل في حجمه الهائل الذي تبين أنه يمتد على مساحة تعادل مدينة كاملة، مما جعله أحد أضخم المواقع الدفاعية المكتشفة في المنطقة حتى الآن.

تعود بداية القصة إلى عام 2018 حين أجرى الباحثون أول مسح ميداني للموقع سيرًا على الأقدام، واعتقدوا حينها أنه مجرد بقايا جدران قديمة متفرقة. لكن التطور التكنولوجي غيّر النظرة تمامًا، إذ تم تحليل آلاف الصور الجوية عالية الدقة الملتقطة بالطائرات المسيّرة وإنشاؤها ضمن نماذج طبوغرافية رقمية دقيقة. هذا التحليل أعاد رسم المشهد بالكامل، ليكشف أن ما كان يُظن أطلالًا صغيرة هو في الحقيقة مجمع دفاعي ضخم يعود إلى أواخر العصر البرونزي وبداية العصر الحديدي.

إقرأ ايضاً:

الهيئة الملكية تستعد لإعلان نتائج التوازن العقاري .. خطوة واحدة تغيّر مستقبل السكن في العاصمة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

أظهرت التحليلات أن الحصن يتكوّن من جدارين دفاعيين أحدهما داخلي والآخر خارجي، بُنيا من صخور ضخمة متماسكة بمونة قوية، ويبلغ سُمك الجدار الواحد نحو مترين، فيما يمتد الجدار الخارجي لمسافة تتجاوز الكيلومتر، محيطًا بمساحة شاسعة تضم مباني حجرية ومناطق مفتوحة. ويُعتقد أن الموقع لم يكن مجرد حصن عسكري، بل مركزًا استراتيجيًا استخدم لأغراض اقتصادية وزراعية، وربما محطة عبور موسمية للمجموعات الرعوية التي كانت تمر عبر المنطقة.

عُثر داخل الحصن على أدوات فخارية وعظام حيوانات وأدوات زراعية، ما يشير إلى وجود حياة نشطة ومتنوعة، بينما بدا القسم الخارجي أقل ثراء بالاكتشافات، مما يدعم فرضية الاستخدام الموسمي للموقع.

ولم يقتصر عمل العلماء على تقنيات الطائرات المسيّرة فقط، بل استعانوا أيضًا بصور أقمار صناعية أمريكية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، أُفرج عنها عام 2013، لمقارنة التغيرات التي طرأت على الموقع عبر العقود. هذا الدمج بين البيانات الحديثة والقديمة أتاح فهماً أعمق لتاريخ الحصن وتطوره عبر الزمن.

ويؤكد الباحثون أن هذا الاكتشاف يُعد مثالًا حيًا على كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تعيد كتابة التاريخ، عبر الجمع بين الذكاء الاصطناعي والبيانات القديمة، لفتح نوافذ جديدة على الماضي البعيد.

ومع أن أعمال التنقيب لا تزال في مراحلها الأولى، يتوقع العلماء العثور على آلاف القطع الأثرية التي قد تسهم في كشف تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان القدماء، وتوضح ما إذا كانت هذه القلعة مدينة مركزية أم ملتقى للقبائل المتنقلة في تلك الحقبة الزمنية الغامضة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار