وسط أجواء مليئة بالتطلعات والطموح، يعيش نادي الهلال السعودي مرحلة من الغموض الفني تحت قيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي يجد نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات رغم النتائج الجيدة التي حققها في بداية الموسم.
الزعيم، الذي اعتاد على الأداء الهجومي الجريء، بات يظهر بصورة مختلفة هذه الأيام، وهو ما جعل الجماهير والنقاد يطرحون علامات استفهام عديدة حول هوية الفريق تحت قيادة إنزاجي.
إقرأ ايضاً:
جدة تتحول إلى مدينة الأشباح مع مهرجان هوروركون الرائد في الشرق الأوسطالسعودية تتصدر المشهد العالمي في الذكاء الاصطناعي برئاسة الشبكة الدولية GNAISهوية غامضة في الميدان
الفريق الأزرق لم يعد يقدم الأداء المتماسك الذي عُرف به، فبين لحظات من الإبداع الهجومي وتفكك دفاعي واضح، يبدو الهلال وكأنه فقد توازنه الفني. أسلوب إنزاجي القائم على التحفظ الدفاعي لم يمنح الفريق الاستقرار المطلوب، بل جعل خطوطه متباعدة في بعض المباريات، لتتكرر الأخطاء الدفاعية التي كلفت الزعيم نقاطًا ثمينة.
وعلى الرغم من بعض اللمحات الهجومية المميزة، إلا أن الهلال لا يزال بلا بصمة فنية واضحة، وهو ما أزعج عددًا من أساطير النادي الذين خرجوا بتصريحات قوية ضد المدرب الإيطالي.
انتقادات من رموز الزعيم
قاد الأسطورة ياسر القحطاني حملة الانتقادات، مؤكدًا أن فلسفة إنزاجي لا تتناسب مع هوية الهلال الهجومية. وقال القحطاني:
“طريقة لعبه دفاعية أكثر من اللازم، والهلال لا يعرف سوى الهجوم”.
أما سامي الجابر، الرئيس الأسبق للنادي، فقال:
“الهلال يعيش مرحلة انتقالية صعبة بين مدرستين تدريبيتين، وإنزاجي لم ينجح حتى الآن في بناء هوية هجومية متماسكة.”
كما اتفق اللاعب عبد الله عطيف مع رأي الجابر، معتبرًا أن إنزاجي يعتمد على التحولات السريعة والتكتل الدفاعي، وهو أسلوب بعيد عن روح الهلال.
نتائج إيجابية وسط الانتقادات
ورغم كل ذلك، فإن الأرقام تصب في مصلحة إنزاجي، إذ لم يتعرض الفريق لأي خسارة في أول سبع مباريات من الموسم. حقق الهلال 8 نقاط في 4 جولات من دوري روشن، محتلاً المركز السادس بفارق ضئيل عن المتصدرين، كما تصدر مجموعته في دوري النخبة الآسيوي بعد فوزين متتاليين، وتأهل إلى ربع نهائي كأس الملك.
قلق جماهيري مشروع
ورغم هذه النتائج، لا تزال جماهير الزعيم تشعر بالقلق بسبب غياب الأسلوب الثابت للفريق، والتذبذب بين اللعب الدفاعي والهجومي، وهو ما يجعل مستقبل إنزاجي محفوفًا بالمخاطر.
ومع اقتراب عودة المنافسات بعد فترة التوقف الدولي، سيواجه الهلال سلسلة من المباريات القوية أمام الاتفاق والاتحاد والشباب، إلى جانب مواجهة السد القطري في آسيا، وهي اختبارات حاسمة قد تحدد مصير إنزاجي في قيادة الزعيم.
في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل ينجح إنزاجي في تثبيت هوية الهلال من جديد؟ أم أن الطريق نحو الاستقرار لا يزال مليئًا بالعواصف الزرقاء؟