السعودية والإمارات ترفضان أي دور في غزة بعد الحرب دون وجود خطة واضحة لإقامة دولة فلسطينية

أثارت التقارير الإسرائيلية الأخيرة حول الموقف السعودي والإماراتي من إدارة غزة بعد الحرب اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصًا بعد أن أكدت مصادر دبلوماسية أن البلدين رفضا المشاركة في أي ترتيبات مستقبلية تخص القطاع ما لم تتضمن خطة واضحة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا الموقف يعكس تمسك الرياض وأبوظبي بمبدأ الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، الذي يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

الموقف السعودي والإماراتي من ترتيبات ما بعد الحرب في غزة

كشفت مصادر دبلوماسية عن زيارة غير معلنة قام بها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى السعودية والإمارات، بهدف إقناع البلدين بالمشاركة في إدارة غزة بعد انتهاء الحرب. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مسؤول سعودي رفيع أن الرياض وأبوظبي رفضتا المقترح الأمريكي بشكل قاطع، مؤكدتين أنه لا يمكن لأي دولة عربية أن تنخرط في إدارة غزة دون أن تكون السلطة الفلسطينية جزءًا أساسيًا من أي ترتيبات سياسية أو أمنية مقبلة. كما شدد المسؤول السعودي على أن المملكة لن تتدخل في غزة لا بشكل مباشر ولا غير مباشر ما لم تتوفر رؤية حقيقية لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة، معتبرًا أن أي حلول جزئية أو مؤقتة لن تساهم في تحقيق الاستقرار المنشود.

إقرأ ايضاً:

تحركات أمريكية وإقليمية لتعزيز الاستقرار في المنطقة

تأتي هذه الزيارة في ظل تحركات أمريكية مكثفة تهدف إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي في الشرق الأوسط بعد الحرب على غزة، حيث يسعى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لمواءمة مواقف الدول الحليفة بشأن مستقبل القطاع، إلى جانب مناقشة ملفات أخرى مثل الاتفاق الدفاعي الأمريكي السعودي والبرنامج النووي المدني الذي يجري التفاوض بشأنه حاليًا. وفي هذا السياق، التقى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات، مع الوفد الأمريكي، حيث تناول اللقاء جهود تثبيت وقف إطلاق النار وسبل تعزيز الاستقرار في المنطقة. وأكد الشيخ طحنون خلال اللقاء أهمية التوصل إلى حلول سياسية شاملة تُنهي معاناة الشعب الفلسطيني وتُعيد الأمن إلى المنطقة، مشيرًا إلى ضرورة التوازن بين الأمن الإسرائيلي وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

تمسك سعودي إماراتي بالحل العادل للقضية الفلسطينية

الموقف الذي عبّرت عنه كل من السعودية والإمارات يعكس بوضوح التوجه العربي الرافض لأي ترتيبات تتجاهل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. فالبلدان يؤكدان أن الحل الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، بما ينسجم مع مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة. كما شدد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش في تصريحات سابقة على أن أي ضم للأراضي الفلسطينية يُعد خطًا أحمر، وأن التطرف في المواقف السياسية لم يعد مقبولًا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الحالية.

إن الموقف الثابت للسعودية والإمارات من القضية الفلسطينية يعكس حرص البلدين على استقرار المنطقة وتعزيز العدالة، ويؤكد أن دعم الشعب الفلسطيني لا يتوقف عند حدود المساعدات الإنسانية، بل يمتد إلى الدفاع عن حقه المشروع في دولة مستقلة تضمن له الأمن والكرامة.