يشهد العالم هذا الشهر حدثًا فلكيًا بارزًا مع اقتراب المذنب الجديد المعروف باسم "ليمون" من الأرض، والذي من المتوقع أن يصبح مرئيًا بالعين المجردة لجزء من سكان الكرة الأرضية، وفق توقعات العلماء الفلكيين. يتميز المذنب بلونه الأخضر الليموني المشرق، ما يجعله يبدو في السماء كما لو أنه فاكهة حمضية متوهجة تزين سماء الليل، وهو ما يضيف جمالًا بصريًا غير معتاد لهواة الفلك والمراقبين.
تم رصد المذنب "C/2025 A6 (ليمون)" لأول مرة في الثالث من يناير/ كانون الثاني من قبل فريق من مرصد "ماونت ليمون سكاي سنتر" الواقع في جبال سانتا كاتالينا في ولاية أريزونا الأمريكية. وقد اندفع المذنب نحو النظام الشمسي الداخلي بسرعة هائلة بلغت 209 ألف كيلومتر في الساعة، مما جعله أحد أسرع الأجسام المكتشفة حديثًا في النظام الشمسي.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ويُصنف هذا المذنب ضمن فئة المذنبات "غير الدورية"، ما يعني أن دورته حول الشمس تتغير وتستغرق فترة زمنية طويلة للغاية، حيث يقدر العلماء أن دورته الحالية تبلغ حوالي 1350 سنة. يقضي المذنب معظم هذه المدة في سحابة أورط، وهي منطقة بعيدة على أطراف النظام الشمسي، قبل أن يبدأ رحلته الجديدة نحو الداخل الشمسي.
ومن المتوقع أن يصل المذنب إلى أقرب نقطة من الأرض في 21 أكتوبر، حيث سيكون على بعد نحو 90 مليون كيلومتر، أي حوالي 230 ضعف المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر. وبعد أسابيع قليلة، في الثامن من نوفمبر، سيصل "ليمون" إلى أقرب نقطة من الشمس، والمعروفة بالحضيض الشمسي، قبل أن يبدأ رحلته الطويلة مرة أخرى نحو أطراف النظام الشمسي الخارجية.
وتُظهر الصور الحديثة للمذنب توهجًا أخضر لامعًا، ويُعتقد أن هذا اللون يرجع إلى وجود الكربون ثنائي الذرة في الغلاف الغازي المحيط به. وقد شهدت السنوات الأخيرة ظهور عدة مذنبات مماثلة باللون الأخضر، من بينها "C/2022 E3" و"12P/بونس-بروكس".
ومع اقتراب المذنب من الشمس، يزداد لمعانه نتيجة توسع الغيمة الغازية والغبارية المحيطة به، ما يجعله يعكس ضوء الشمس بشكل أكبر نحو الأرض. ومن المتوقع أن يصل لمعانه إلى الدرجة الخامسة على مقياس اللمعان، مما يجعله خافتًا بعض الشيء للعين المجردة، بينما يتوقع بعض الخبراء أن يصل إلى الدرجة الرابعة، وهي درجة كافية لمشاهدته بدون استخدام أي معدات فلكية.
حاليًا، يمكن رصد المذنب باستخدام معظم أدوات المراقبة الفلكية، وسيصبح أكثر وضوحًا خلال الأسابيع المقبلة مع ازدياد لمعانه. سيظهر في كوكبة الوشق بين كوكب المشتري ومجموعة نجوم الدب الأكبر، ويصل إلى ذروة لمعانه في منتصف أكتوبر. ينصح خبراء الفلك هواة الرصد في نصف الكرة الشمالي بمحاولة رؤية المذنب قبل شروق الشمس أو مباشرة بعد غروبها للحصول على أفضل فرصة لرؤيته بوضوح.