شهدت العاصمة الرياض حدثًا استثنائيًا في مسار الاستثمار الثقافي بالمملكة، بعدما أعلن الصندوق الثقافي عن تأسيس ثاني صندوق استثماري متخصص في قطاع الأفلام، وذلك خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي استضافه مركز الملك فهد الثقافي.
الاتفاقية الجديدة، التي وقعها وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة الصندوق الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، جاءت برأسمال ضخم بلغ 375 مليون ريال، حيث يتولى إدارته "بي أس أف كابيتال" بمشاركة الصندوق الثقافي كمستثمر رئيسي، وبالتعاون مع واحدة من كبرى شركات صناعة الأفلام العالمية.
إقرأ ايضاً:
تقني عسير يطلق مبادرة غير مسبوقة .. سر الدورة التي لفتت أنظار موظفي المنطقة"شركة HDMI" تكشف النقاب عن تطور مذهل.. ميزة خفية تجعل صوت تلفازك ينافس قاعات السينما!تحديث Gemini الجديد يحوّل Gmail وDrive وChat إلى آلة بحث ذكية.. ما لن يخبرك به جوجل!"هواوي" تفاجئ أبل بإعلان صادم.. هاتف "ميت 70 إير" يهدد عرش آيفون الجديدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ويهدف الصندوق الجديد إلى تعزيز الاستثمارات في مجالات الإنتاج والتوزيع والبنية التحتية السينمائية، ما يجعله ركيزة أساسية في بناء صناعة أفلام سعودية منافسة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الصندوق أن هذا الاستثمار يركز على دعم المشاريع المبتكرة داخل المملكة وخارجها، مع اعتماد أفضل الممارسات العالمية في إدارة الأصول والمخاطر، لضمان استدامة القطاع وتوسيع فرص النجاح أمام صناع المحتوى المحليين.
وبإطلاق هذا الصندوق، يرتفع إجمالي استثمارات الصندوقين إلى 750 مليون ريال، بعد الصندوق الأول المعروف سابقًا باسم "الصندوق السعودي للأفلام"، وهو ما يعكس حجم الاهتمام المتزايد بدعم قطاع السينما السعودي وتطوير بنيته التحتية.
هذه الخطوة تمثل إشارة واضحة على جاذبية السوق السعودي للمستثمرين العالميين، حيث باتت المملكة واحدة من أبرز الوجهات الصاعدة لصناعة الأفلام بفضل مقوماتها الثقافية والاقتصادية، إضافة إلى الدعم الكبير الذي توفره رؤية السعودية 2030.
المبادرة تحمل أيضًا بعدًا استراتيجيًا يتمثل في دعم المنشآت المتخصصة مثل استوديوهات التصوير ومراكز التوزيع الحديثة، بجانب توفير فرص جديدة للمواهب السعودية من مخرجين ومنتجين، لاقتحام مشاريع سينمائية ذات طابع عالمي.
ويعزز هذا التوجه من مكانة الصندوق الثقافي بوصفه مركزًا للتميز المالي، حيث لا يقتصر دوره على التمويل فقط، بل يشمل ابتكار حلول جديدة تضمن استدامة النمو وتوليد عوائد اقتصادية وثقافية تسهم في تعزيز الهوية الوطنية.
ويرى مراقبون أن إطلاق الصندوق الجديد يمثل نقطة تحول في مستقبل صناعة السينما السعودية، ليس فقط كقطاع إبداعي، بل كرافد اقتصادي يساهم في تنويع مصادر الدخل، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز السياحة الثقافية عبر إنتاج أفلام تبرز طبيعة وتاريخ المملكة.
بهذه الخطوة، تثبت السعودية أنها تمضي بثبات نحو بناء صناعة سينمائية قوية ومستدامة، لتصبح مركزًا إقليميًا يوازن بين الحفاظ على الهوية والانفتاح على صناعة عالمية متطورة، ما يفتح الباب أمام شراكات كبرى مع شركات إنتاج دولية.