تراجع الدولار الأميركي وصعود الأسترالي اليوم.. هل يقترب الإغلاق الحكومي الأميركي؟

شهدت أسواق العملات اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر/أيلول 2025 حالة من التذبذب، حيث تراجع الدولار الأميركي أمام معظم العملات الرئيسية، في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار الأسترالي مدعومًا بقرارات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الأسترالي، بينما تتجه الأنظار إلى احتمالية إغلاق الحكومة الأميركية وما قد يسببه من تأخير في البيانات الاقتصادية الهامة.

صعود الدولار الأسترالي

ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.49% ليسجل 0.66075 دولار، بعد قرار بنك الاحتياطي الأسترالي تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية كما كان متوقعًا. وأشار البنك إلى أن بيانات التضخم الأخيرة قد تكون أعلى من التوقعات خلال الربع الثالث، مؤكدًا استمرار حالة الضبابية في المشهد الاقتصادي.

إقرأ ايضاً:

وكان البنك المركزي الأسترالي قد خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام (في فبراير ومايو وأغسطس)، لكنه يترقب الآن صدور تقرير التضخم للربع الثالث بنهاية أكتوبر لتحديد خطوته المقبلة. وترى كارول كونج، محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، أن بيان البنك يميل إلى التشديد، حيث سلط الضوء على مفاجأة ارتفاع التضخم الأسبوع الماضي، مضيفة أن قرار خفض الفائدة في نوفمبر سيظل مرهونًا بنتائج مؤشر أسعار المستهلكين.

وقد حقق الدولار الأسترالي مكاسب تفوق 6% منذ بداية 2025، مدعومًا بضعف الدولار الأميركي وتزايد شهية المخاطرة، كما ارتفع في سبتمبر بنسبة 0.6%، وسجل أعلى مستوى له خلال 11 شهرًا قبل أسبوعين فقط.

الدولار الأميركي تحت الضغط

في المقابل، يتعرض الدولار الأميركي لضغوط متزايدة مع اقتراب الموعد النهائي لتمويل الحكومة، حيث ينتهي الأجل منتصف ليل الثلاثاء ما لم يتوصل الجمهوريون والديمقراطيون إلى اتفاق مؤقت. وأكدت وزارتا العمل والتجارة الأميركيتان أن أي إغلاق سيوقف إصدار البيانات الاقتصادية، وعلى رأسها تقرير الوظائف لشهر سبتمبر، الذي يعد مؤشرًا محوريًا لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية.

وترى سوبادرا راجابا، الخبيرة في بنك سوسيتيه جنرال، أن رد الفعل الأولي قد يتمثل في بيع الأصول عالية المخاطر وانخفاض عوائد سندات الخزانة. بينما أشار جون وليامز، رئيس بنك الاحتياطي في نيويورك، إلى أن تباطؤ سوق العمل كان سببًا رئيسيًا وراء دعمه لخفض الفائدة في الاجتماع الأخير.

ويُتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بواقع 42 نقطة أساس بحلول ديسمبر، ليصل إجمالي الخفض إلى 104 نقاط أساس بنهاية 2026، وفق أداة "فيد ووتش".

تحركات العملات الأخرى

• سجل مؤشر الدولار الأميركي 97.928 نقطة بعد تراجع نسبته 9.7%.

• انخفض اليورو إلى 1.172 دولار، والجنيه الإسترليني إلى 1.3436 دولار.

• تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بشكل طفيف إلى 4.142%.

• انخفض الين الياباني إلى 148.72 مقابل الدولار، مع نقاشات بنك اليابان حول احتمالية رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

التوقعات المقبلة

يرى المحللون أن إغلاق الحكومة الأميركية إذا استمر لفترة قصيرة فلن يكون له أثر كبير على الفيدرالي، لكن الإغلاق المطول قد يفاقم المخاطر السلبية على النمو الاقتصادي، ما قد يضع الدولار في موقف ضعيف على المدى القريب ويزيد احتمالات التيسير النقدي.