شهدت السوق المالية السعودية خلال السنوات الثلاث الأخيرة موجة هبوط متواصلة أثارت الكثير من التساؤلات لدى المستثمرين والمضاربين على حد سواء. وفي هذا السياق، كشف المحلل المالي أنس الراجحي عن أبرز العوامل التي تفسر هذا التراجع، مؤكدًا أن ما يجري الآن ليس سوى تصحيح منطقي جاء بعد فترة طويلة من الارتفاعات غير المبررة.
أسعار الأسهم في ذروة كورونا
أوضح الراجحي أن العودة إلى عام 2020، وتحديدًا في فترة جائحة كورونا، تكشف أن أسعار العديد من الأسهم كانت قريبة جدًا من المستويات الحالية، بل إن بعضها كان أقل. وهذا يعكس أن الارتفاعات الضخمة التي شهدتها بعض الشركات في الأعوام التالية لم تكن تعكس قيمتها العادلة.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!مثال توضيحي للمبالغة في الأسعار
لتوضيح الصورة، ضرب الراجحي مثالًا بشركة يبلغ عدد أسهمها 10 ملايين سهم. في ذلك الوقت، قام المضاربون بجمع كميات ضخمة عندما كان سعر السهم عند 30 ريالًا. لكن المفاجأة أن السعر قفز لاحقًا إلى مستويات تراوحت بين 200 و250 ريالًا، أي بزيادة تجاوزت 200% ووصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 400%.
مناطق القمم وتصريف الكميات
هذه الارتفاعات الكبيرة – بحسب الراجحي – تبعتها فترة استقرار طويلة عند ما يُعرف بمناطق القمم. خلال هذه المرحلة، جرى تصريف معظم الكميات عند أسعار مرتفعة، ما يعني أن غالبية التداولات كانت عند مستويات غير واقعية. وبعد ذلك، بدأت موجة الهبوط العنيفة، التي وصلت إلى تراجع يقارب 70% من أعلى سعر حققته بعض الأسهم.
لماذا الهبوط الحالي ليس مفاجئًا؟
يرى الراجحي أن الهبوط الراهن لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا بحكم تضخم الأسعار بشكل مبالغ فيه. ويؤكد أن الكثير من الأسهم لا تزال عند مستويات مرتفعة مقارنة بقيمتها الحقيقية. فعلى سبيل المثال، بعض الشركات التي وصلت أسعارها إلى 200 ريال لا تستحق أكثر من 20 ريالًا في واقع الأمر. وهذا ما يجعل من الصعب عودة دورة مضاربية جديدة في المدى القريب.
الخلاصة
اختتم الراجحي تحليله بالتأكيد على أن السوق السعودية ارتفعت لسنوات طويلة دون أن يتساءل الكثيرون عن الأسباب الحقيقية وراء تلك المكاسب. واليوم، جاء التصحيح ليعيد الأسعار إلى مستويات أقرب للمنطق والواقع. وبحسب رأيه، فإن ما يحدث ليس انهيارًا، بل نتيجة طبيعية لفورة أسعار لم تكن تستند إلى أساس متين.