كشف العلماء مؤخراً عن اكتشاف مهم يتعلق بالثقوب السوداء الضخمة للغاية في الكون، حيث تبين أن حجمها ليس بالضخامة التي كانت تتصورها الأبحاث السابقة. يأتي هذا الاكتشاف بعد دراسة دقيقة أجراها فريق علماء فلك من جامعة ساوثامبتون، بالتعاون مع زملاء لهم من مختلف أنحاء أوروبا. وقد ركز الفريق على دراسة مجرة ناشئة تقع على بعد 12 مليار سنة ضوئية من الأرض، وذلك باستخدام تلسكوب متطور وحديث يتيح لهم رصد تفاصيل دقيقة للغاية للمرة الأولى، وفق ما نقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي أيه ميديا".
وأظهرت النتائج أن الثقب الأسود الضخم الموجود في تلك المجرة أصغر بنحو عشر مرات مما كان متوقعاً، وهو ما يشير إلى أن العلماء كانوا يبالغون في تقدير حجم هذه الثقوب السوداء في الكون المبكر. وقال البروفيسور سيب هونيغ، أحد أعضاء الفريق البحثي، إن هذه النتائج تحل لغزاً طالما واجهه علماء الفلك، والمتعلق بكيفية نمو الثقوب السوداء الضخمة لتصل إلى أحجام هائلة خلال فترة زمنية قصيرة بعد الانفجار العظيم.
إقرأ ايضاً:
48 منتخبًا و6 مقاعد للعرب... هل نشهد نسخة استثنائية من المونديال الصيف القادم؟"وزارة الرقمنة" في الدنمارك تتخذ قراراً تاريخياً.. وهذه هي الفئة التي ستُمنع من استخدام السوشيال ميديا!"ديزني" تُطلق "تحديثًا ضخمًا" في تطبيقها.. خطوة غير متوقعة تُعيد المنافسة مع Netflix إلى نقطة الغليان!"شركة أسوس" تفاجئ الجميع بـ"عرض لا يُفوّت".. والسعر الجديد لـ"اللابتوب الأشهر" يُشعل المواقع!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأضاف هونيغ: "لسنوات عديدة، تساءلنا عن كيفية اكتشاف هذه الثقوب السوداء الضخمة والمتطورة بالكامل في مجرات حديثة الولادة بعد فترة قصيرة جداً من الانفجار العظيم. من المفترض أن هذه الثقوب لم يكن لديها الوقت الكافي لتصل إلى هذه الأحجام الهائلة." وأوضح أن الوسائل المستخدمة في الماضي لقياس أحجام الثقوب السوداء لم تكن دقيقة بشكل كافٍ، خصوصاً عند دراسة الكون المبكر، ما يعني أن الكثير من التقديرات السابقة بحاجة إلى مراجعة دقيقة.
وأكد هونيغ أن هذا الاكتشاف قد يساهم في إعادة تقييم نماذج العلماء حول تطور الكون والنمو المبكر للثقوب السوداء، ويغير فهمنا لكيفية تشكل المجرات وتطورها على مدى مليارات السنين. كما أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تحسين الطرق العلمية المستخدمة لرصد الثقوب السوداء وقياس حجمها بدقة أكبر في المستقبل.
وقد أُجري البحث باستخدام أداة فلكية متقدمة تعرف باسم "غرافيتي +"، وهي أداة تجمع الضوء من أربعة من أكبر التلسكوبات البصرية في العالم ضمن "التلسكوب الكبير جداً" التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي. وضم الفريق البحثي علماء من فرنسا وألمانيا والبرتغال وبلجيكا، مما يعكس التعاون الدولي في مجال علوم الفضاء والفلك الحديث.
نشرت الدراسة في مجلة "علم الفلك والفيزياء الفلكية"، وهي من المراجع العلمية الرائدة في مجال الفلك، وتسلط الضوء على الدور الحيوي للتقنيات الحديثة في تقديم رؤى دقيقة حول الكون المبكر. ويسعى الباحثون إلى الاستفادة من هذه النتائج لتطوير نماذج أكثر دقة لتكوين الثقوب السوداء ونموها، وكذلك لفهم أفضل لتاريخ الكون المبكر وتطوره على مدى مليارات السنين.
يُعد هذا الاكتشاف إضافة نوعية إلى معرفتنا بالفضاء، ويؤكد على أهمية استخدام الأدوات العلمية المتقدمة لمراجعة الافتراضات السابقة وتصحيحها، خصوصاً في مجال دراسة الثقوب السوداء والمجرات الناشئة. كما أنه يعكس التقدم المستمر في علوم الفلك وتقنيات الرصد، ويشير إلى أن ما كنا نعتقده سابقاً عن حجم الثقوب السوداء العملاقة قد يكون مبالغاً فيه بشكل كبير، وأن الكون لا يزال يخفي الكثير من الأسرار التي تنتظر الاكتشاف.