انطلقت صباح الأربعاء مجموعة من الأقمار الصناعية المخصصة لدراسة الطقس الفضائي، في مهمة تهدف إلى مراقبة الأعاصير الشمسية التي قد تتسبب في ظواهر طبيعية خلابة مثل الشفق القطبي، لكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى تعطيل الاتصالات أو تقييد حركة رواد الفضاء في المهمات المستقبلية، وفق ما نقلت وكالة «أسوشييتد برس».
تم إطلاق الأقمار الثلاثة من مركز كينيدي للفضاء بعد شروق الشمس مباشرة على متن صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس. وتهدف هذه الأقمار إلى الوصول إلى مدار يبعد حوالي 1.6 مليون كيلومتر عن الأرض، حيث ستؤدي كل واحدة منها مهامها العلمية المخصصة.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!تبلغ تكلفة هذه الأقمار، بما في ذلك تكاليفها التشغيلية، نحو 1.6 مليار دولار، وتشمل جهود وكالة ناسا وهيئة الأرصاد الجوية والمحيطات الأميركية. ووصف جو ويستليك من ناسا المهمة بأنها نموذج مثالي للتعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء، مشيراً إلى أن مشاركة صاروخ واحد بين المؤسسات ساعد في تقليل التكاليف.
في مقدمة هذه البعثات يأتي مسبار ناسا لتصوير وتسجيل تسارع الرياح الشمسية، الذي سيركز على دراسة حدود الغلاف الشمسي، وهي طبقة غازية تحمي الأرض من الرياح الشمسية الضارة. ومن أهم أهداف هذا المسبار القدرة على التنبؤ بالأعاصير الشمسية قبل حدوثها، ما يوفر تحذيرات قيمة لرواد الفضاء المشاركين في برنامج أرتيميس لاستكشاف القمر، ومن المتوقع أن يكون جاهزاً للعمل بالكامل بحلول العام المقبل.
كما أُطلق مرصد كارثرز التابع لناسا، والذي سيركز على الغلاف الجوي الخارجي للأرض، الممتد حتى ما بعد القمر، ويحمل اسم العالم الراحل جورج كارثرز، مخترع التلسكوب فوق البنفسجي الذي استخدمه رواد أبولو 16 عام 1972.
أما أحدث مراصد الطقس الفضائي التابعة لهيئة الأرصاد والمحيطات الأميركية، فستبدأ العمل على الفور لتقديم خدمات التنبؤ بالطقس الفضائي على مدار الساعة، وقياس نشاط الشمس والرياح الشمسية للمساعدة في حماية الأرض من الانفجارات الشمسية القوية.
تخصص ناسا أكثر من 879 مليون دولار لمهمتيها، بينما تبلغ حصة هيئة الأرصاد والمحيطات الأميركية 693 مليون دولار. وتشير المسؤولون إلى أن هذه البعثات الجديدة ستزودهم بأجهزة أكثر تطوراً لقياسات أدق، ما يعزز فهمنا للشمس ويتيح إصدار تحذيرات دقيقة للنشاط الشمسي، خصوصاً بالنسبة لمهمات رواد الفضاء القادمين حول القمر، الذين سيضطرون أحياناً للاختباء مؤقتًا داخل كبسولات الحماية لتجنب التعرض للإشعاعات العالية.
من المتوقع أن تكون أقمار ناسا جاهزة للعمل في بداية العام المقبل، فيما سيتم تشغيل قمر هيئة الأرصاد في الربيع، لتشكل هذه المهمة نقلة نوعية في مراقبة الطقس الفضائي وحماية الأرض والمهمات المستقبلية.