في مناسبة يوم الوطن، ودّعت القطيف اليوم الثلاثاء واحداً من أبرز الأطباء والخبراء في مجال طب الأطفال، الدكتور البروفيسور السيد باقر العوامي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 79 عاماً. يُذكر أن الدكتور العوامي من مواليد عام 1368هـ في القلعة، وبدأ مسيرته التعليمية على يد معلمين محليين، حيث تلقّى حفظ القرآن الكريم، ومبادئ الحساب، والنحو والصرف، قبل أن يلتحق بالتعليم النظامي، حيث أتم دراسته الابتدائية في القطيف، والمتوسطة والثانوية في الدمام.
وفي عام 1965م، حصل العوامي على فرصة للابتعاث لدراسة طب الأطفال، فتابع تعليمه العالي في إحدى الجامعات الألمانية، حيث أصبح لاحقًا محاضراً متميزًا. عقب انتهاء دراسته، عاد البروفيسور العوامي إلى المملكة والتحق بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، حيث ركز على العمل الطبي والبحثي في مستشفى الملك فهد الجامعي، وصعد تدريجياً في المراتب الأكاديمية حتى وصل إلى لقب “بروفيسور”.
إقرأ ايضاً:
قرار حاسم من رينارد .. مفاجآت تغيّر ملامح تشكيل السعودية ضد الجزائر"Blink" تصدم عشاق التكنولوجيا بـ"حزمة الأمان المثالية".. وهذه هي التفاصيل الخفية"جوجل" تصدم مستخدمي "فِتبت".. خاصية شهيرة تتعطل فجأة وتثير موجة استياء واسعة!"وزارة الرقمنة" في الدنمارك تتخذ قراراً تاريخياً.. وهذه هي الفئة التي ستُمنع من استخدام السوشيال ميديا!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!تميزت مسيرته المهنية بالبحث العلمي المستمر حتى أثناء انشغاله بالعمل الطبي، إذ حصل على بعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة اللغة الإنجليزية، وعمل خلالها في التدريس وإعداد البحوث. كما حصل على دعم من جامعة الملك فيصل للعودة إلى أمريكا من أجل إكمال دورات متقدمة في أمراض الدم وسرطانات الأطفال، وهو ما شكّل جوهر تخصصه الطبي في علاج الأطفال.
قدم البروفيسور العوامي دراسات علمية مهمة، من بينها دراسة شاملة عن تاريخ مرض فقر الدم المنجلي ومقارنته مع الحالات في الجنوب وأفريقيا، وقد حصل البحث على تمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بقيمة 4 ملايين ريال. كما ترأس لجنة تقييم المستشفيات في الوطن العربي لمدة ثلاث سنوات، وهو ما يعكس مكانته العلمية والإدارية المرموقة.
وبعد تقاعده من العمل الجامعي، حصل البروفيسور العوامي على ترخيص لإدارة عيادة خاصة لعلاج الأطفال في القطيف، ليواصل تقديم خدماته الطبية والمهنية بشكل مباشر للمجتمع المحلي، مكرّساً خبرته لأجيال الأطفال في المنطقة.
ترك الدكتور العوامي إرثًا علميًا وعلاجياً هامًا، وشكل مثالاً للالتزام والتفاني في خدمة المجتمع من خلال الطب والتعليم والبحث العلمي، ليبقى اسمه مرتبطًا بتطوير الرعاية الصحية للأطفال في المملكة.