آخر حوار للمفتي العام قبل وفاته: نصائح سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ للشباب والأسر

في شهر مارس الماضي، أجرى رئيس تحرير صحيفة "اليوم" فيصل الفريان، حوارًا موسعًا مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، وكان هذا الحوار آخر مقابلة إعلامية له قبل أن يتوفاه الله اليوم.

تناول الحوار العديد من القضايا الدينية والاجتماعية الهامة التي تمس حياة المسلم اليومية، وكان من أبرز محاوره الحديث عن ظاهرتي الطلاق والخلع وتأثيرهما على الأسرة والمجتمع.

إقرأ ايضاً:

وأكد سماحته – رحمه الله – أن ازدياد حالات الطلاق والخلع يمثل مشكلة كبيرة تهدد كيان الأسرة ومستقبل الأبناء، مشددًا على ضرورة التعامل معها بحكمة شاملة تراعي الجوانب الاجتماعية والنفسية والدينية والاقتصادية. وأوضح أن معالجة هذه الظاهرة تحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والتعليمية والقانونية والاجتماعية، مع التركيز على نشر الوعي بأهمية التماسك الأسري والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للطلاق بطريقة متوازنة تحمي مصالح جميع الأطراف.

كما وجه المفتي نصائح هامة للشباب، مشيرًا إلى أهمية اغتنام شهر رمضان المبارك الذي تزامن مع إجراء الحوار. وقال سماحته: "ننصح الشباب بالالتزام والمحافظة على الصلوات في أوقاتها وعدم خدش صيامهم باللغو. فالرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، وفي رواية فلا يرفث ولا يجهل، فإن أمرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق".

وفي جانب آخر، تطرق سماحته للجانب الاقتصادي، مشددًا على ضرورة حسن التعامل التجاري خلال رمضان. وقال: "يجب على التجار ألا يستغلوا المستهلكين في البيع والشراء، فالمسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه. وينبغي أن يكون رمضان فرصة للتكاتف والتعاون بين المسلمين". وأضاف: "على التجار مراعاة ظروف المحتاجين وعدم رفع الأسعار استغلالًا للشهر المبارك، مع الالتزام بالكسب الحلال، لأن المال الحلال يبارك الله فيه وفي صاحبه ويزيده من فضله".

يُذكر أن هذا الحوار الأخير سلط الضوء على قيم الاعتدال والوسطية والتوعية المجتمعية التي كان يحرص سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على غرسها في نفوس المواطنين، سواء فيما يخص الروابط الأسرية، أو الالتزام الديني، أو التعامل الأخلاقي في التجارة والمجتمع.