شهدت الأسابيع الأخيرة تبنّيًا واسعًا لتقنية مبتكرة تهدف إلى كشف حالات التعب والإرهاق لدى السائقين أثناء القيادة، حيث جرى تركيب هذا النظام في أكثر من 23 ألف مركبة خلال فترة قصيرة من إطلاقه، ما يعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث المرتبطة بفقدان التركيز.
تعتمد هذه التقنية الحديثة على مزيج من الذكاء الاصطناعي وتقنيات الرؤية الحاسوبية، حيث تقوم برصد مجموعة من المؤشرات الحيوية التي تدل على الإرهاق، مثل إغلاق الجفن لفترات طويلة، وحركة الرأس غير الطبيعية، وانحراف المركبة عن مسارها الطبيعي. وعند رصد أي من هذه المؤشرات، يقوم النظام فورًا بإرسال تنبيه للسائق، مما يساعد على تقليل المخاطر وتحسين الاستجابة الفورية لمنع وقوع حوادث مرورية.
إقرأ ايضاً:
أزمة غامضة تهز الهلال.. تمرد لودي وغموض كانسيلو يكشفان كواليس صادمة داخل الناديرونالدو يتحرك سرًا داخل النصر.. هدف أوروبي كبير يقترب من مفاجأة الجماهير السعوديةأظهرت التقارير أن دقة النظام في التعرف على حالات التعب تصل إلى نحو 90%، ما يجعلها واحدة من أبرز الحلول التقنية المتقدمة في مجال السلامة على الطرق. ويشير الخبراء إلى أن الانتشار السريع لهذه التقنية يعكس ارتفاع وعي الشركات وأصحاب المركبات بضرورة تبني أدوات ذكية تساهم في حماية السائقين والمركبات والمارة على حد سواء.
كما تتيح هذه التقنية للشركات التي تمتلك أساطيل من المركبات مراقبة حالة سائقيها بشكل أكثر دقة، مما يدعم سياسات السلامة المؤسسية ويحد من المخاطر التشغيلية المرتبطة بالإرهاق أثناء القيادة. ومن بين مزايا النظام أيضًا قدرته على التكيف مع مختلف ظروف القيادة، سواء على الطرق السريعة أو داخل المدن المزدحمة، إضافة إلى التعامل مع مختلف أنواع المركبات.
يعتمد النظام على معالجة البيانات بشكل لحظي، حيث تلتقط الكاميرات المدمجة إشارات التعب، ويتم تحليلها عبر خوارزميات متقدمة تحدد مدى الحاجة لتنبيه السائق، مما يساهم في رفع مستوى الأمان على الطرق وحماية الأرواح.
ويرى مختصون أن هذه التقنية تمثل خطوة هامة نحو مستقبل القيادة الذكية والآمنة، حيث أن الدمج بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الرؤية الحاسوبية سيفتح المجال أمام ابتكارات مستقبلية أكثر تطورًا، تشمل التنبؤ بحالات التعب قبل حدوثها وتقديم حلول وقائية استباقية.
من هنا، فإن تبني هذه الأنظمة في المركبات ليس مجرد خيار تقني، بل أصبح ضرورة ملحة لتعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث الناتجة عن الإرهاق أو فقدان التركيز لدى السائقين، ما يجعل الطرق أكثر أمانًا لجميع مستخدميها.