الذكاء الاصطناعي يعيد الراحلين

عالم بين الحياة والموت.. الذكاء الاصطناعي يعيد الراحلين

كتب بواسطة: محمد صالح |

في السنوات الأخيرة، تجاوز الذكاء الاصطناعي حدود كونه مجرد أداة لتعزيز الإنتاجية وتسريع الأعمال، ليصبح حاضرًا في أكثر المشاعر الإنسانية حساسية، مثل الحزن والفقد. ومن ضمن أبرز التطورات في هذا السياق ظهور ما يُعرف بـ"الرحيل الرقمي"، وهي تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة تمثيل الأشخاص المتوفين بصورهم وأصواتهم وتصرفاتهم، ما يسمح للعائلات بالتواصل معهم افتراضيًا وكأنهم لا زالوا على قيد الحياة.

لطالما كانت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وسيلة لتخليد ذكرى الراحلين عبر الصور والفيديوهات والمنشورات التذكارية، لكن التكنولوجيا اليوم أخذت هذه التجربة إلى مستوى جديد يتجاوز مجرد أرشفة الذكريات، إلى خلق حضور افتراضي تفاعلي. شركات مثل HereAfter AI الأميركية وDeepBrain AI الكورية الجنوبية طوّرت تطبيقات تخزن تفاصيل دقيقة عن حياة الأشخاص قبل رحيلهم، بما في ذلك الصوت، الإجابات على الأسئلة الشخصية، وملامح الوجه، لتتيح التفاعل مع هذه النسخ الافتراضية.

إقرأ ايضاً:

المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

وفقًا لتقارير نشرتها BBC وMIT Technology Review، بدأت بعض العائلات في تبني هذه التطبيقات لتخفيف وطأة الفقد، إلا أن الظاهرة أثارت جدلاً عالميًا واسعًا. فبينما يرى البعض أنها وسيلة إنسانية للحفاظ على الذكريات، يحذر آخرون من أن الاعتماد على نسخ اصطناعية قد يعيق عملية التقبل النفسي للرحيل، ويطرح تساؤلات أخلاقية ودينية حول حق الشركات في "إحياء" الأموات افتراضيًا.

في العالم العربي، تتخذ هذه القضية أبعادًا أكثر حساسية. خبراء المركز القومي للبحوث بالقاهرة يؤكدون أن "الرحيل الرقمي" يعكس الإمكانات الكبيرة للتكنولوجيا، لكنه يتعارض مع التصورات الدينية والاجتماعية حول الموت. وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة، عاصم حجازي، أن الظاهرة تطورت من ثقافة "إحياء الذكرى الرقمية" على فيسبوك، إلى محادثات افتراضية تمنح شعورًا زائفًا بالوجود.

كما يرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، جمال فرويز، أن هذه التطبيقات قد تعزز العزلة بين الأفراد، إذ يفضل البعض التواصل مع النسخة الافتراضية بدل مواجهة الواقع. بينما يشير خبراء تكنولوجيا المعلومات إلى أن الظاهرة قد تتحول إلى صناعة تجارية ضخمة مستقبلاً، خصوصًا إذا استثمرت الشركات الكبرى فيها.

وتشير عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ثريا البدوي، إلى أن هذه التقنية قد تهدد مفهوم الحقيقة، خاصة في عالم يواجه اليوم تحديات التزييف العميق في السياسة والإعلام. ورغم ذلك، من المتوقع أن يستمر الاهتمام بالرحيل الرقمي مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في الثقافة الرقمية، ليظل موضوع نقاش يثير الأمل والخوف في آن واحد.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار