السعودية تتخذ إجراءات استباقية لمواجهة السيول في جدة

تولي وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية أهمية بالغة لإدارة الموارد المائية وحماية المدن من المخاطر الطبيعية، وفي مقدمتها السيول والأمطار الغزيرة التي قد تتسبب بخسائر بشرية ومادية جسيمة. وفي إطار هذه الجهود، تستعد المملكة لإطلاق مشروع غير مسبوق يهدف إلى إنهاء مشاكل السيول في مدينة جدة خلال موسم الأمطار.

من هذا المنطلق، نفذ فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، ممثلاً بإدارة المياه، وبالتعاون مع المؤسسة العامة للري، جولة ميدانية شاملة لتقييم المواقع المقترحة لإنشاء سدود حماية شمال جدة. وتأتي هذه الخطوة العملية كجزء من استراتيجية تعزيز منظومة الأمان المائي وتقليل آثار الكوارث الطبيعية.

إقرأ ايضاً:

أهداف الجولة الميدانية شملت الجولة زيارة خمسة مواقع استراتيجية تقع في مركزي عسفان وهدى الشام، بمشاركة فرق متخصصة من الوزارة والمؤسسة العامة للري. وتركزت الزيارات على تقييم المواقع بشكل مباشر، ومقارنة جدواها الفنية والهندسية، لاختيار أفضل المواقع لإنشاء مشاريع السدود.

كما ركز التقييم على قدرة هذه المواقع على استيعاب كميات المياه الناتجة عن السيول، وتأثيرها على حماية التجمعات السكنية والبنية التحتية الحيوية مثل الطرق والمرافق العامة، بما يضمن الحد من المخاطر المحتملة على المدينة وسكانها.

أهمية اختيار المواقع الحرجة لم تقتصر الدراسات على المناطق العمرانية فقط، بل شملت أيضًا المواقع الحرجة الواقعة خارج النطاق الحضري، والتي قد تشكل تهديدًا مضاعفًا في حال هطول الأمطار الغزيرة أو حدوث عواصف مطرية. ويهدف هذا التوجه الاستباقي إلى تقليل المخاطر المحتملة داخل المدن، وضمان حماية شاملة للمناطق السكنية والمرافق الحيوية.

تقييم السدود الحالية وإجراءات جديدة أكدت الوزارة أن أعمال التقييم تشمل أيضًا مراجعة السدود القائمة في مختلف مناطق المملكة، بالتعاون مع استشاريين متخصصين، الذين يقومون بزيارات ميدانية دقيقة ويعتمدون منهجيات علمية لتحديد كفاءة هذه السدود وقدرتها على مواجهة السيول. ويعكس هذا التوجه حرص الوزارة على ضمان فعالية البنية التحتية الحالية والمستقبلية.

الأبعاد الاستراتيجية للمشروع تأتي هذه الإجراءات ضمن خطة استراتيجية متكاملة تهدف إلى إدارة الموارد المائية بشكل فعّال، وضمان استدامتها بما يتناسب مع النمو السكاني والتوسع العمراني السريع في جدة ومحيطها. ويعد إنشاء سدود جديدة وتعزيز كفاءة السدود القائمة جزءًا من منظومة تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات، وتقليل الخسائر الناتجة عن السيول المفاجئة.

ارتباط المشروع برؤية المملكة 2030 يمثل المشروع امتدادًا للبرامج الوطنية الطموحة ضمن رؤية المملكة 2030، التي تركز على تحسين جودة الحياة، وتعزيز البنية التحتية الوقائية، ورفع كفاءة إدارة الموارد الطبيعية. وتسعى الوزارة من خلال هذه الجهود إلى تقديم حلول عملية ومستدامة تتوافق مع متطلبات التنمية الحديثة والتحديات البيئية.

وتجسد الجولة الميدانية خطوة عملية مهمة ضمن سلسلة من الجهود الوطنية لتعزيز الحماية من مخاطر السيول والأمطار الغزيرة، وتعكس رؤية واضحة قائمة على التخطيط المسبق، والتقييم العلمي، والاستفادة من الخبرات المتخصصة لضمان بنية تحتية قوية وآمنة، بما يؤكد التزام الوزارة بحماية المواطنين والمقيمين ودعم التنمية المستدامة.