في قلب الثورة التكنولوجية الحالية، يتشكل سباق استثماري عالمي يُوصف بأنه الأضخم في التاريخ الحديث، سباق يوازي حمى الذهب ويكاد يتفوق على فقاعة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي. المحرك الأساسي لهذه الطفرة هو الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح القوة الأكثر تأثيرًا في عالم التكنولوجيا والاقتصاد.
استثمارات بمليارات الدولارات
تشير التقديرات إلى أن شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى ستنفق هذا العام وحده ما يقارب 400 مليار دولار على البنية التحتية اللازمة لتشغيل وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل، تمكنت شركات مثل OpenAI وAnthropic من جمع مليارات الدولارات بشكل متكرر، لتقترب قيمتهما السوقية المشتركة من نصف تريليون دولار.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ولا يتوقف المشهد عند هذا الحد؛ فالمحللون يتوقعون أن يتجاوز الإنفاق العالمي على مراكز البيانات حاجز 3 تريليونات دولار بحلول 2028، في سباق استثماري يشارك فيه عمالقة التكنولوجيا، مطورو العقارات، وشركات الطاقة على حد سواء.
عقلية "الفائز يظفر بكل شيء"
يرى المتفائلون أن العالم يقف على أعتاب الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو مستوى تفوق فيه الآلة القدرات المعرفية البشرية. الشركة التي تحقق هذا الإنجاز ستحصد مكاسب هائلة لا يمكن تصورها، وهو ما يعزز فلسفة "من يسبق يسيطر".
هذا التفكير أدى إلى إنفاق غير مسبوق على القدرات الحاسوبية، مع دخول شركات مثل "أوراكل" على الخط، ما رفع قيمتها السوقية بشكل كبير وجعل رئيسها لاري إليسون في وقت قصير أغنى رجل في العالم.
سيناريوهات المستقبل: بين الأمل والمخاطر
-
السيناريو الوردي: إذا تحقق الذكاء الاصطناعي العام، فقد نشهد معدلات نمو اقتصادي تصل إلى 20% سنويًا، مع عوائد خيالية لبعض المستثمرين.
-
السيناريو الواقعي: قد يتجه المستخدمون نحو نماذج أصغر وأكثر كفاءة، مما يخفف الحاجة إلى استثمارات هائلة في الحوسبة. كما أن العقبات التقنية أو نقص الطاقة قد يبطئ وتيرة التبني.
-
السيناريو السلبي (شتاء الذكاء الاصطناعي): قد يتضح أن كثيرًا من الإنفاق الحالي بلا قيمة، خاصة مع تقادم الخوادم والرقائق.
أثر محتمل على الاقتصاد العالمي
رغم أن معظم الاستثمارات الحالية تمول من أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة وليس من قروض مصرفية محفوفة بالمخاطر، إلا أن أي تباطؤ قد يؤدي إلى تراجع نمو الاقتصاد الأمريكي، حيث ساهمت طفرة الذكاء الاصطناعي بنحو 40% من نمو الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي.
كما أن انخفاض تقييمات الأسهم قد يضغط على ثقة المستثمرين والأسر الأمريكية، ما ينعكس مباشرة على الاستهلاك والنمو.