تنتشر في الآونة الأخيرة صور مفبركة تنتج عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أصبح يخدع الكثيرين ويجعل التفريق بينها وبين الواقع مهمة صعبة حتى للمتمرسين. هذه الظاهرة لم تعد مجرد أدوات ترفيهية بل أصبحت تهدد المجتمع بطرق متعددة، خاصة عندما تُستخدم في خداع الرأي العام أو نشر معلومات مضللة. مع التطور السريع للتكنولوجيا، باتت الصور المنتجة عبر الذكاء الاصطناعي دقيقة جدًا، بحيث يمكنها إعادة إنتاج وجوه أشخاص حقيقيين في مواقف غير واقعية أو حتى ابتكار أشخاص جدد يبدو أنهم موجودون بالفعل.
دقة متناهية وخداع بصري
وفقًا لخبراء التكنولوجيا، توفر بعض النماذج الحديثة مثل نماذج جوجل Google AI أدوات يمكنها إنشاء صور عالية الجودة خلال ثوانٍ. الصور الناتجة تبدو حقيقية لدرجة أن معظم المستخدمين العاديين لا يستطيعون تمييزها عن الصور الفعلية. هذا التطور يجعل من السهل تزوير الواقع الرقمي ونشر محتوى مضلل دون أن يلاحظ الجمهور الفرق. ويشير الخبراء إلى أن التركيز على وجوه الأشخاص وتفاصيل الإضاءة والخلفية يزيد من مصداقية الصورة المصطنعة ويجعل اكتشاف زيفها صعبًا للغاية.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!المخاطر المجتمعية والأخلاقية
الصور المفبركة قد تُستغل لأغراض مضرة، من بينها نشر شائعات، التأثير على الرأي العام، وحتى الابتزاز أو التشهير. بعض هذه الصور يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام بسرعة هائلة، ما يجعل السيطرة عليها أو كشف زيفها مهمة صعبة. ومن هنا تأتي أهمية التوعية بين المستخدمين حول كيفية التعامل مع المحتوى الرقمي وعدم تصديق كل ما يُنشر بدون تحقق، مع ضرورة الاعتماد على أدوات التحقق المتخصصة رغم صعوبتها أحيانًا واحتياجها لخبرة تقنية.
طرق التحقق ومواجهة الخداع
هناك منصات وأدوات إلكترونية يمكن أن تساعد في كشف الصور المفبركة، لكنها غالبًا تتطلب معرفة تقنية ودقة في التحليل. ويحث خبراء التكنولوجيا على تعليم الأفراد أساسيات الذكاء الاصطناعي وطرق التعرف على الصور المزيفة، بما يساعدهم على التعامل بحذر مع المحتوى الرقمي، وتجنب الوقوع ضحية للتضليل البصري الذي أصبح جزءًا من الواقع الرقمي المعاصر.
التكنولوجيا الحديثة في مجال الصور المفبركة عبر الذكاء الاصطناعي تفرض على المجتمع الرقمي تبني استراتيجيات ووعي أكبر للتعامل مع المحتوى المزيف، وتطوير مهارات التحقق من المعلومات الرقمية لتجنب الانخداع والمساهمة في نشر محتوى موثوق ومسؤول.