أعلنت شركة ديب سيك الصينية عن تفاصيل جديدة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط التقنية والاقتصادية، بعد كشفها أن تكلفة تدريب نموذجها الذكاء الاصطناعي (آر1) بلغت 294 ألف دولار فقط. الرقم بدا صادمًا مقارنة بالتقديرات الضخمة التي عادة ما تُعلنها الشركات الأميركية الكبرى في هذا المجال، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة التطوير والتقنيات المستخدمة
تكلفة منخفضة تربك المنافسين
وفقًا لما نشرته دورية نيتشر الأكاديمية، أوضحت ديب سيك أن النموذج تم تدريبه باستخدام 512 شريحة من نوع H800 التي طورتها شركة إنفيديا، مع تركيز على قدرات التفكير المنطقي والاستدلال. هذه الأرقام تعني أن الشركة نجحت في كسر الصورة النمطية حول ضرورة استثمار مئات الملايين لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وهو ما قد يغيّر معادلة المنافسة جذريًا
إقرأ ايضاً:
أزمة غامضة تهز الهلال.. تمرد لودي وغموض كانسيلو يكشفان كواليس صادمة داخل الناديرونالدو يتحرك سرًا داخل النصر.. هدف أوروبي كبير يقترب من مفاجأة الجماهير السعوديةتأثير مباشر على أسواق التكنولوجيا
تاريخ ديب سيك في إصدار نماذج منخفضة التكلفة أثار في يناير الماضي ردود فعل قوية، حيث دفع المستثمرين العالميين إلى بيع أسهم بعض الشركات التكنولوجية وسط مخاوف من فقدانها لهيمنتها. ويُتوقع أن الإعلان الجديد يزيد الضغوط على عمالقة القطاع مثل إنفيديا وأوبن إيه.آي، في ظل تضارب الأرقام المعلنة بشأن تكاليف التدريب والتطوير
تساؤلات حول الشفافية والمستقبل
رغم الزخم الكبير الذي أحدثه هذا الإعلان، لا تزال بعض الجهات الأميركية تُشكك في دقة بيانات ديب سيك، معتبرة أن الأرقام المعلنة ربما لا تعكس الصورة الكاملة للتكاليف الفعلية. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تضع الصين في موقع أكثر تقدمًا في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وتثير تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع وما إذا كانت خريطة القوى فيه ستشهد تغييرات جذرية خلال الأعوام المقبلة
إعلان ديب سيك الأخير لا يمثل مجرد خبر تقني، بل يعد مؤشرًا على صراع اقتصادي واستراتيجي عالمي يتجاوز حدود التكنولوجيا. وبينما يترقب العالم ردود أفعال الشركات الأميركية والأوروبية، يظل السؤال الأكبر هو: هل ستبقى كلفة تطوير الذكاء الاصطناعي حكرًا على الكبار أم أن معادلة اللعبة تغيرت بالفعل.