خطوة استراتيجية تكشف ملامح توسع جديد في قلب بحر قزوين

أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي عن ترسية عقد مهم على شركة باكو لأحواض السفن في أذربيجان لبناء سفينتي حاويات جديدتين بطاقة استيعابية تصل إلى 780 حاوية نمطية لكل سفينة. هذه الخطوة تمثل إضافة نوعية إلى أسطول النقل البحري المخصص لمنطقة بحر قزوين، وتأتي ضمن استراتيجية المجموعة لتعزيز دورها كمحرك رئيسي للتجارة العالمية وربط الممرات البحرية الحيوية

سفن جديدة لتلبية الطلب المتزايد

المجموعة أوضحت أن السفينتين تم تصميمهما خصيصاً لتلبية احتياجات النقل في منطقة بحر قزوين، حيث يشهد السوق هناك نمواً متسارعاً في حجم التجارة. السفينتان ستوفران حلولاً أكثر كفاءة وموثوقية لنقل الحاويات، بما يسهم في تحسين الخدمات اللوجستية وتقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل. من المقرر أن يتم تسليم السفينتين في الربع الرابع من عام 2027، وهو ما يعكس رؤية استباقية لمواكبة النمو المستقبلي في حجم الشحن البحري بالمنطقة

تعزيز الشراكات وتوسيع شبكة الربط

تعاون مجموعة موانئ أبوظبي مع باكو لأحواض السفن جاء في إطار اتفاق موقع مع شركة أذربيجان القابضة للنقل والاتصالات (https://mincom.gov.az) لتمثيل الشريك القانوني. هذا التعاون يعكس حرص المجموعة على بناء شراكات إقليمية قوية تدعم خططها التوسعية، وتؤكد التزامها بالمعايير الدولية للجودة والكفاءة. السفينتان الجديدتان ستعززان الربط بين المراكز التجارية المحيطة ببحر قزوين، ما يسهم في تحفيز النشاط التجاري وزيادة حركة التبادل الإقليمي والدولي

إقرأ ايضاً:

مشاريع لوجستية ترسخ الحضور العالمي

لا تقتصر رؤية مجموعة موانئ أبوظبي على بحر قزوين فقط، بل تمتد إلى آسيا الوسطى حيث افتتحت مؤخراً المرحلة الأولى من مركز تبليسي متعدد الوسائط في جورجيا. هذا المركز يعد الأول من نوعه في المنطقة ويضم محطة حاويات ومرافق جمركية متكاملة، ويشكل حلقة وصل رئيسية بين بحر قزوين والبحر الأسود عبر الممر الأوسط الذي يعد أقصر الطرق التجارية بين آسيا وأوروبا. من خلال هذه المشاريع، تواصل المجموعة ترسيخ موقعها كشريك لوجستي عالمي قادر على ربط الموارد بالأسواق بكفاءة عالية

إن استثمار موانئ أبوظبي في بناء سفينتي حاويات جديدتين يمثل خطوة مدروسة تعكس التزامها بتطوير البنية التحتية للنقل البحري، وتعزيز كفاءتها التشغيلية، وإيجاد حلول مبتكرة لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية. هذه الخطوات ليست فقط تعزيزاً لدور الإمارات كلاعب اقتصادي إقليمي وعالمي، بل أيضاً إشارة واضحة إلى رؤية مستقبلية تسعى إلى تمكين التجارة المستدامة وتحقيق التكامل بين الممرات البحرية والبرية