كشف تحقيق حديث عن وصول شحنة ضخمة من بذور البطاطا المصرية الملوثة بمرض "العفن البني" وأمراض حجرية خطيرة إلى اليمن، تحت غطاء أنها مخصصة للاستهلاك البشري. هذه الشحنة بلغت نحو 500 طن وتم إدخالها عبر منفذ الوديعة، رغم تحذيرات وزارة الزراعة اليمنية وتقارير المختبرات التي أكدت خطورتها على التربة والمحاصيل. ما يثير القلق هو أن هذه البذور لم تُعالج ولم تُفحص بشكل كافٍ قبل دخولها الأراضي اليمنية، ما يجعلها تهدد الأمن الغذائي والزراعة المحلية على المدى الطويل.
تفاصيل الفضيحة والطرق غير القانونية لدخول البذور
المصادر أكدت أن الشحنة وصلت إلى مأرب في 10 سبتمبر الجاري، وبدأ المستورد في تصريفها وبيعها كتقاوي للمزارعين، رغم علمه بخطورتها. هذه العملية تعكس وجود لوبيات فساد تعمل على تمرير منتجات ملوثة بشكل متعمد، مستغلة الوثائق المزورة التي تشير إلى أن البطاطا صالحة للاستهلاك البشري. مراقبون وصفوا هذه الخطوة بأنها "جريمة منظمة" تهدف إلى الإضرار بالأمن الغذائي وتشويه الزراعة اليمنية.
إقرأ ايضاً:
تطور جديد في إصابة مالكوم.. بين الحقن والعلاج الجراحي واحتمال مفاجئ بشأن حالته!مفاجأة اختبار حقيقي بين آيفون 17 برو ماكس وجالكسي S25 ألترا... النتيجة صادمة للجميع!الأضرار المحتملة على الزراعة والتربة
الزراعة في مأرب والجوف تواجه تهديدًا حقيقيًا جراء هذه البذور، حيث يمكن أن تتسبب الأمراض الحجرية والعفن البني في تدمير الأراضي الزراعية لعقود طويلة، كما حدث في حوادث مشابهة خلال 2011 و2012 في محافظات إب وعدن. انتشار هذه الأمراض يجعل التربة غير صالحة للزراعة ويؤثر على إنتاج المحاصيل الأساسية، ما قد يرفع أسعار الغذاء ويزيد من اعتماد اليمن على الاستيراد الزراعي الخارجي.
دعوات للتحقيق ومحاسبة المسؤولين
المراقبون والخبراء الزراعيون طالبوا بفتح تحقيق عاجل لكشف المسؤولين عن إدخال هذه الشحنة الملوثة وإحالتهم إلى الجهات القضائية. وأكدوا أن استمرار تصريف البذور في الأسواق سيحوّل هذه الأزمة إلى كارثة زراعية حقيقية يصعب احتواؤها لاحقًا. كما دعت بعض الجهات المعنية إلى تعزيز الرقابة على جميع البذور الزراعية المستوردة وإنشاء آليات صارمة لفحصها قبل دخول الأسواق.
هذه الفضيحة تعكس هشاشة آليات الرقابة الزراعية وتسلط الضوء على خطورة الفساد في قطاع الاستيراد الزراعي، مما يفرض على السلطات اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لحماية الأرض والمزارعين والمستهلك النهائي من مخاطر لا يمكن الاستهانة بها.
تعد هذه الأزمة تحذيرًا صارخًا من أن التهاون في الرقابة على البذور الزراعية يمكن أن يؤدي إلى تدمير شامل للزراعة والأمن الغذائي في اليمن، مما يتطلب تعاونًا عاجلًا بين الجهات الرسمية والمزارعين لمواجهة المخاطر المحتملة واتخاذ خطوات احترازية قبل فوات الأوان.