توقعات الفائدة الأمريكية تتغير بعد بيانات اقتصادية مفاجئة وتأثيرها على الأسواق

توقعات الفائدة الأمريكية تتغير بعد بيانات اقتصادية مفاجئة وتأثيرها على الأسواق

كتب بواسطة: بدور حمادي |

شهدت الأسواق المالية تحولاً كبيراً في توقعات المستثمرين تجاه السياسة النقدية الأمريكية، بعد صدور حزمة من البيانات الاقتصادية المفاجئة التي أظهرت تباطؤ الاقتصاد الأمريكي بشكل ملحوظ. فقد انعكست هذه المعطيات على العقود الآجلة، حيث ارتفعت توقعات حدوث أربع تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية حتى يناير المقبل، وهو ما دفع المؤشرات الأمريكية الرئيسية للأسهم للارتفاع بشكل ملحوظ، مؤكدين أن الأسواق أصبحت مهيأة لمسار تيسيري طويل الأمد.

بيانات البطالة ترفع المخاوف الاقتصادية

أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية ارتفاع طلبات إعانات البطالة الأسبوعية بمقدار 27 ألف طلب لتصل إلى 263 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 6 سبتمبر، بينما كانت التوقعات تشير إلى 235 ألف طلب فقط. يعكس هذا الرقم ضعفاً ملموساً في سوق العمل الأمريكي ويزيد من الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ إجراءات تيسيرية لدعم الاقتصاد. كما تشير البيانات إلى تضخيم محتمل في بيانات الوظائف غير الزراعية خلال الاثني عشر شهراً السابقة، ما يزيد من مخاطر التباطؤ الاقتصادي.

إقرأ ايضاً:

تطور جديد في إصابة مالكوم.. بين الحقن والعلاج الجراحي واحتمال مفاجئ بشأن حالته!مفاجأة اختبار حقيقي بين آيفون 17 برو ماكس وجالكسي S25 ألترا... النتيجة صادمة للجميع!

التضخم وأسعار المنتجين بين التراجع والارتفاع

أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 2.9% على أساس سنوي في أغسطس مقارنة بزيادة 2.7% في يوليو، بينما ارتفعت الأسعار الشهرية بنسبة 0.4% مقابل توقعات 0.3%. في المقابل، شهد مؤشر أسعار المنتجين انخفاضاً مفاجئاً بنسبة 0.1%، ما يوفر مجالاً للفيدرالي لاتخاذ خطوات خفض الفائدة. هذا التباين بين التضخم للمستهلكين وانخفاض أسعار المنتجين يعكس تحديات متزايدة أمام صانعي القرار في تحديد اتجاه السياسة النقدية بدقة.

السياسة النقدية وضغوط السوق

أدخلت الضغوط السياسية والتوقعات المتفاوتة بين المؤسسات المالية مزيداً من التعقيد على قرارات الفيدرالي. دعا الرئيس الأمريكي إلى تخفيض كبير بمقدار 3 نقاط مئوية، بينما تتوقع أغلب المؤسسات تخفيضاً أقل حدة، ما يضيف عنصراً من عدم اليقين للسوق. كما حذر محللو "جي بي مورغان" من أن التفاؤل المفرط قد يؤدي إلى موجة بيع بعد تطبيق خفض الفائدة إذا لم تظهر مؤشرات على انتعاش حقيقي في الاقتصاد، خصوصاً في ظل الرسوم الجمركية التي تؤثر على قطاعات واسعة.

تسلط هذه التحولات الضوء على أن الأسواق الأمريكية تواجه مرحلة حرجة، حيث تعتمد استجابة المستثمرين على تطورات مؤشرات البطالة والتضخم وأسعار المنتجين، فضلاً عن القرارات القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يجعل من الضروري متابعة البيانات الاقتصادية بدقة لاتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار