سهم أرامكو يواصل النزيف ويكبد المستثمرين خسائر فادحة ما هو مستقبل السهم؟

أغلق سهم شركة أرامكو السعودية تعاملات يوم أمس عند مستوى 23.13 ريال، مسجلًا خسائر كبيرة انعكست على محافظ المستثمرين منذ بداية العام، حيث فقد السهم ما نسبته 17.54% من قيمته، وهو ما يمثل ضغوطًا متزايدة على أكبر شركة نفطية مدرجة في العالم، ويعكس تأثرها المباشر بتقلبات السوق العالمية للخام.

ويواجه المستثمرون في السوق المالية السعودية حالة من القلق نتيجة هذه الخسائر، إذ ارتبطت حركة السهم ارتباطًا وثيقًا بأداء أسعار النفط في الأسواق العالمية، التي تشهد موجة تراجع متواصلة منذ بداية العام مدفوعة بزيادة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي.

إقرأ ايضاً:

ويؤكد محللون أن انخفاض أسعار النفط العالمية شكّل العامل الأبرز وراء خسائر سهم أرامكو، حيث تراجعت أسعار خام برنت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، ما انعكس مباشرة على تقييم المستثمرين لجدوى الاستثمار في السهم على المدى القصير.

ويشير خبراء السوق إلى أن هذه الخسائر تضع المستثمرين أمام تحديات صعبة، خصوصًا مع غياب مؤشرات على تحسن أسعار الخام في الأجل القريب، وهو ما يضعف الثقة في إمكانية تعويض الخسائر في المدى المنظور.

وتسود حالة من التشاؤم حول مستقبل السهم، إذ يرى محللون أن استمرار تراجع أسعار النفط سيضغط بشكل إضافي على ربحية الشركة ويحد من قدرتها على الحفاظ على مستويات توزيعات الأرباح التي اعتاد عليها المستثمرون.

ويتوقع مراقبون أن يظل السهم تحت وطأة الضغوط في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، لاسيما مع تباطؤ الاقتصاد الصيني وتزايد المخاوف من الركود في بعض الاقتصادات الكبرى، وهو ما يقلص مستويات الطلب على الطاقة.

وتعكس هذه التطورات هشاشة موقف السهم أمام أي تقلبات في أسعار النفط، نظرًا لاعتماده شبه الكلي على أداء قطاع الطاقة، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عن قدرة الشركة على تنويع مصادر دخلها في المستقبل.

ويرى محللون أن الاتجاه نحو الاستثمارات في الطاقة المتجددة قد يكون خيارًا إستراتيجيًا لأرامكو لتقليل حدة المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار النفط، لكن هذا التوجه ما زال في بداياته مقارنة بحجم الشركة الضخم.

ويترقب المستثمرون الإفصاحات المالية المقبلة للشركة على أمل أن تحمل مؤشرات إيجابية قد تحد من خسائر السهم، إلا أن التوقعات لا تزال ضبابية في ظل الأوضاع الحالية.

ويبقى أداء سهم أرامكو خلال الفترة المقبلة مرهونًا بتطورات أسواق النفط العالمية، وهو ما يجعل مستقبل السهم محاطًا بحالة من عدم اليقين والقلق لدى المستثمرين الباحثين عن استقرار أكبر لعوائدهم.