تشهد السعودية اهتمامًا متزايدًا بزراعة الزعفران، الذي يعرف بـ"الذهب الأحمر"، ويعتبر من أغلى التوابل على مستوى العالم. وقد توسعت المملكة في إنتاج الزعفران عبر أكثر من 25 مزرعة موزعة على مناطق رئيسية تشمل الرياض والقصيم وتبوك شمالًا، والباحة جنوب غرب البلاد، بعد دراسة متأنية للظروف المناخية والتربة المناسبة. ويأتي هذا المشروع ضمن جهود المملكة لتوطين إنتاج المحاصيل الزراعية الاقتصادية وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية من خلال المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة.
مناطق الإنتاج وأهمية الزعفران في السوق المحلي
تعد مناطق الرياض والقصيم وتبوك والباحة الأكثر ملاءمة لإنتاج الزعفران، حيث تساهم الظروف المناخية وتنوع التربة في الحصول على زهور عالية الجودة. ويؤكد البروفيسور محمود شرف الدين، عضو الجمعية الدولية لعلوم البستنة، أن المزارع السعودية تنتج كميات متنوعة تتراوح من مزرعة إلى ثلاث مزارع في كل منطقة، ويصل سعر الغرام الواحد محليًا إلى ما بين 15 و35 ريالًا، ما يعكس الطلب المحلي المتنامي. ويتم تسويق الزعفران عبر المتاجر الإلكترونية ومحال العطارة والمتاجر الغذائية، مما يسهم في تعزيز دورة الإنتاج والتجارة الداخلية، ويخلق فرصًا اقتصادية للمزارعين المحليين.
إقرأ ايضاً:
وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!المركز الوطني للزراعة ودور البحث العلمي في مضاعفة الإنتاج
أطلق المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة مشروعًا لتوطين وإدخال الزعفران ضمن منظومة الإنتاج الزراعي في المملكة، بهدف مضاعفة الكميات المنتجة وتحسين الجودة. ويتضمن المشروع دراسة عدة عوامل مؤثرة على الإنتاج، مثل توقيت الزراعة، اختيار الأسمدة، تقييم كثافة النبات وعمق الزراعة، إضافة إلى دراسة ملوحة مياه الري وتأثير المحاليل المغذية في الزراعة المائية والعمودية. وتسعى المملكة من خلال هذه الجهود إلى زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مع خلق فرص عمل جديدة وتعزيز قطاع الزراعة الاقتصادية الواعدة.
أهمية الزعفران السعودي واستدامة المشاريع الزراعية
يشكل الزعفران السعودي إضافة نوعية للمحاصيل الزراعية الاقتصادية، إذ يمتاز بقيمة تسويقية عالية ويحقق أرباحًا جيدة للمزارعين، كما أنه يعزز من فرص المملكة في المنافسة ضمن الأسواق العالمية للتوابل. كما يسهم المشروع في دعم الاستدامة الزراعية من خلال اعتماد أبحاث علمية متقدمة، ما يضمن جودة الإنتاج واستمراريته على المدى الطويل. هذه الخطوات تعكس رؤية المملكة في تطوير القطاع الزراعي وجعل الزراعة المستدامة جزءًا أساسيًا من الاقتصاد الوطني.
نجاح مشروع الزعفران السعودي يعكس التزام المملكة بتعزيز الإنتاج الزراعي المستدام ورفع جودة المحاصيل الاقتصادية، ويبرهن على أهمية البحث العلمي في تطوير الزراعة وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، ما يجعل مشروع الزعفران نموذجًا ناجحًا لمبادرات اقتصادية مستدامة تدعم القطاع الزراعي وتفتح آفاقًا تجارية جديدة في الأسواق المحلية والعالمية.