العملية العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعا لقيادات حركة حماس في الدوحة أعادت رسم المشهد الإقليمي والفلسطيني، ووضعت الحركة أمام معضلة استراتيجية صعبة: هل تتجه نحو الرد العسكري المباشر، أم تستثمر الغضب العربي والدولي في تعزيز موقفها التفاوضي؟ الهجوم جاء في وقت كانت حماس تناقش مقترحات التهدئة الأميركية والإفراج عن الرهائن، ما جعل الخيارات أمامها أكثر تعقيدًا.
قطر بين الإدانة والضغط الدبلوماسي
ردت قطر بشكل واضح على الهجوم، حيث أكّد رئيس الوزراء القطري أن الرد سيكون دبلوماسيًا وقانونيًا، ما يعكس حرص الدوحة على حماية سيادتها عبر المؤسسات الدولية. هذا الموقف قلل من احتمالات التصعيد العسكري المباشر، لكنه في الوقت ذاته زاد الضغط على حماس، إذ أصبح عليها الموازنة بين رغبة قواعدها الشعبية في الرد العسكري وضرورة الحفاظ على دعم حلفائها القطريين.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!إسرائيل ونتنياهو بين المخاطرة والضغوط الداخلية
قرار إسرائيل باستهداف قادة حماس في الدوحة كان مخاطرة كبيرة لنتنياهو، حيث واجه انتقادات داخلية من عائلات الرهائن والمعارضة، فيما حاول استخدام العملية لإغلاق أي مسار تفاوضي محتمل مع حماس. فشل العملية جزئيًا تسبب في تفاقم الانقسامات الداخلية في إسرائيل وأثار تساؤلات حول قدرة الحكومة على إدارة الملف الأمني بكفاءة، كما ألقى الضوء على الصعوبات الدبلوماسية في التعامل مع الضغوط الدولية والإقليمية.
الموازين الإقليمية والدولية وتأثيرها على حماس
ردود الفعل العربية والإقليمية على الهجوم كانت غير مسبوقة في شدتها، فقد عبّرت الإمارات عن دعمها الكامل للدوحة، فيما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العملية بأنها "إرهاب دولة"، مستهدفًا الدور التركي والقطري في الوساطة. هذا التضامن منح حماس غطاءً دبلوماسيًا قوياً، لكنه في الوقت ذاته حد من قدرتها على اتخاذ رد عسكري متسرع، إذ يمكن أن يؤدي أي تصعيد إلى تبرير إسرائيل لشن حملة أوسع.
خاتمة أمام حماس اليوم خياران مصيران: الاستجابة للضغوط الدولية من خلال التهدئة والانخراط في الوساطات الدبلوماسية، أو الرد العسكري الذي قد يضعها في مواجهة شاملة مع إسرائيل ويهدد موقعها الداخلي والإقليمي، مع مراعاة مصالح حلفائها القطريين والأتراك ووزن الغضب العربي والدولي. الخيار الذي ستتخذه سيحدد ليس فقط مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل أيضًا موازين القوى الإقليمية والدولية في المنطقة.