شهدت أسواق الذهب تقلبات قوية بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية (NFP)، والذي جاء ببيانات سلبية فاقت التوقعات، ما زاد التكهنات حول إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل. هذه التطورات أثارت تساؤلات المستثمرين حول ما إذا كان الذهب قد اكتفى بالمكاسب الأخيرة أم أنه في طريقه لموجة صعود جديدة قد تدفع الأسعار نحو مستويات قياسية قد تصل إلى 4000 دولار للأونصة.
التطورات الاقتصادية والجيوسياسية وتأثيرها على الذهب
تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) ومؤشر أسعار المستهلكين (CPI)، والتي ستشكل مؤشراً رئيسياً لتوجه الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. إذا كانت المؤشرات داعمة للتوجه نحو خفض الفائدة بنحو 50 نقطة أساس بدلاً من 25، فإن الذهب سيستفيد من هذا التراجع في تكلفة الاقتراض، حيث يلجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة. على صعيد آخر، تلقي التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا بظلالها على الأسواق، وهو ما يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن ويعزز الاتجاه الصاعد المتوقع خلال الفترة المقبلة.
إقرأ ايضاً:
تطور جديد في إصابة مالكوم.. بين الحقن والعلاج الجراحي واحتمال مفاجئ بشأن حالته!مفاجأة اختبار حقيقي بين آيفون 17 برو ماكس وجالكسي S25 ألترا... النتيجة صادمة للجميع!التحليل الفني للذهب ومستويات الدعم والمقاومة
يستمر الذهب في التداول داخل قناة صاعدة رئيسية، حيث يمثل مستوى 3590 دولار للأونصة حاجزاً نفسياً محورياً بين استمرار الصعود أو الدخول في موجة تصحيح. إذا حافظت الأسعار على التداول فوق هذا المستوى، فقد تشمل الأهداف القادمة 3660 دولار، ومن ثم 3740 دولار. أما في حالة كسر هذا المستوى نزولاً، فقد تتجه الأسعار نحو مناطق 3520 و3500 دولار، ما يستدعي الحذر من الانزلاق دون الدعم المحوري، خصوصاً مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية.
سيناريوهات المستثمرين حسب الأفق الزمني
للمضاربين على المنصات، يشكل اختراق مستوى 3640 دولار فرصة قصيرة الأجل لاستهداف مستويات 3700 و3780 دولار، بينما الفشل في الاختراق قد يعيد الأسعار إلى 3550 دولار وما دونها. أما المستثمرون طويلو الأجل، فالظروف الحالية تمنحهم فرصة مناسبة للشراء والاحتفاظ بالذهب لمدة 5 إلى 7 سنوات، مع تجاوز تأثير التصحيحات قصيرة الأجل والحفاظ على القيمة الشرائية. للمضاربين على الكاش، مراقبة مستوى 3590 دولار أمر ضروري؛ فالثبات أعلاه يسمح بالاستمرار في المراكز الشرائية واستهداف 3660 دولار، أما الكسر فقد يوفر فرص شراء أفضل طالما الأسعار تبقى فوق 3500 دولار.
خاتمة الذهب يعيش حالياً بيئة داعمة على صعيد الاقتصاد والجغرافيا السياسية، لكن المستقبل يعتمد على بيانات التضخم الأمريكية واستجابة الفيدرالي، ويجب على المستثمرين موازنة الفرص والمخاطر ومراقبة المستويات الفنية والمحورية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية لضمان استثمار آمن ومتوازن.