إطلاق لائحة فحوصات اللياقة المهنية والأمراض غير المعدية لتعزيز صحة العاملين في السعودية

تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا مهمًا في مجال تعزيز الصحة والسلامة المهنية بإطلاق لائحة فحوصات اللياقة المهنية والأمراض غير المعدية من قِبل وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وذلك في إطار جهود الوزارة للارتقاء بجودة الحياة وحماية العاملين في بيئات العمل المختلفة. هذه الخطوة تأتي لتؤكد التزام المملكة بتطبيق أفضل الممارسات الوقائية التي تحافظ على صحة الأفراد وتعزز قدرتهم على أداء وظائفهم بكفاءة وأمان.

أهداف لائحة فحوصات اللياقة المهنية

تهدف اللائحة الجديدة إلى الكشف المبكر عن الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسكري وضغط الدم، والحد من تأثيرها على بيئات العمل. كما تسعى إلى رفع معدلات اللياقة البدنية والنفسية للعاملين، وهو ما يقلل من الإصابات والحوادث المهنية. بالإضافة إلى ذلك، تنظم اللائحة آليات الفحوص الطبية الدورية والاستثنائية خاصةً للمهن ذات المخاطر العالية، بما يضمن اختيار الأكفأ والأنسب لشغل هذه الوظائف الحساسة.

إقرأ ايضاً:

تعزيز الوقاية وتحسين بيئات العمل

من أبرز ما يميز اللائحة أنها لا تقتصر على الفحوص الطبية فقط، بل تشمل كذلك إنشاء قواعد بيانات صحية متكاملة تساعد صانعي القرار على تطوير السياسات الوقائية والرقابية. هذه القواعد تتيح متابعة حالة العاملين بشكل دوري، مما يسهم في توفير بيئة عمل أكثر أمانًا وكفاءة، ويعزز ثقافة الوقاية بدلاً من العلاج. كما تُعد خطوة محورية لتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية الناجمة عن الأمراض غير المعدية على المدى الطويل.

دور المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية

يواصل المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية جهوده في تحسين الامتثال لمعايير السلامة الوطنية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وهو ما يعزز مكانة المملكة عالميًا في هذا القطاع الحيوي. هذه الجهود تسهم في ترسيخ صورة المملكة كدولة رائدة في مجال حماية صحة العاملين، وتدعم تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 المتعلقة بجودة الحياة والتنمية المستدامة.

إن إطلاق لائحة فحوصات اللياقة المهنية والأمراض غير المعدية يمثل نقلة نوعية نحو بيئات عمل أكثر أمانًا وصحة، كما يساهم في رفع مستوى الإنتاجية ويعكس مدى اهتمام المملكة بصحة الإنسان كعنصر أساسي في التنمية. ومع استمرار تنفيذ هذه السياسات الوقائية، ستشهد بيئات العمل تحسنًا ملحوظًا على المدى القريب والبعيد.

تعكس هذه اللائحة التزام السعودية بالارتقاء بمعايير الصحة المهنية، فهي لا تعزز فقط وقاية العاملين من الأمراض بل تسهم أيضًا في رفع كفاءتهم وإنتاجيتهم، مما يدعم مسيرة التنمية المستدامة ويضمن مستقبلًا أكثر صحة وأمانًا للمجتمع.