تشهد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تطورًا متسارعًا يضع منطقة العين السخنة على خريطة الصناعات العالمية في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة صناعة الألواح الشمسية ومكوناتها. إذ يجري تنفيذ عدد من المشروعات الضخمة باستثمارات إجمالية تتجاوز 800 مليون دولار، لتأسيس أول تجمع صناعي متكامل للطاقة الكهروضوئية في مصر، يشمل مصانع لإنتاج الخلايا الشمسية، رقائق السيليكون، أنظمة التخزين، والألواح الكاملة، مما يجعل مصر على أعتاب ريادة إقليمية ودولية في هذا القطاع الواعد.
مصنع إيليت سولار للخلايا الشمسية
شركة "إيليت سولار PV" الصينية بدأت أولى خطواتها في مصر بوضع حجر الأساس لمصنع جديد بالعين السخنة على مساحة 78 ألف متر مربع، وباستثمارات تصل إلى 150 مليون دولار. المصنع سيعتمد على تكنولوجيا الخلايا الشمسية من النوع N-Type عالية الكفاءة، بطاقة إنتاجية تبلغ 2 جيجاوات سنويًا عبر خطوط تصنيع متكاملة تشمل المراحل الثلاث: Wafer – Cell – Module. ومن المتوقع أن يوفر المشروع نحو 600 فرصة عمل مباشرة، مع بدء تشغيل المرحلة الأولى في سبتمبر 2025، ليصبح أحد أبرز مشروعات الطاقة النظيفة في المنطقة الاقتصادية.
إقرأ ايضاً:
تطور جديد في إصابة مالكوم.. بين الحقن والعلاج الجراحي واحتمال مفاجئ بشأن حالته!مفاجأة اختبار حقيقي بين آيفون 17 برو ماكس وجالكسي S25 ألترا... النتيجة صادمة للجميع!مشروع صن ريف سولار المتكامل
من جانب آخر، تشارك شركة "صن ريف سولار" الصينية في تأسيس مجمع صناعي ضخم بالعين السخنة على مساحة 200 ألف متر مربع وباستثمارات تصل إلى 200 مليون دولار. المرحلة الأولى من المشروع تتضمن إنشاء مصنعين لإنتاج الخلايا الشمسية والوحدات بطاقة 2 جيجاوات لكل منهما، باستثمارات 90 مليون دولار. أما المرحلة الثانية، فتستهدف توطين صناعة السيليكون ورقائق Wafer باستثمارات 110 ملايين دولار لتعزيز تكامل سلاسل القيمة. المشروع سيوفر أكثر من 1800 فرصة عمل مباشرة، مع توقع تشغيل المرحلة الأولى خلال النصف الأول من عام 2026.
أهمية المشروع لمستقبل الطاقة في مصر
هذه المشروعات تمثل نقلة نوعية لمصر في مجال الطاقة المتجددة، إذ ستسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتوفير منتجات محلية قادرة على المنافسة عالميًا. كما ستدعم الخطط الوطنية للتحول نحو الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى توفير آلاف فرص العمل للشباب وتعزيز مكانة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كوجهة صناعية عالمية. ومن المتوقع أن تجذب هذه الخطوة المزيد من الاستثمارات الدولية في مجال الطاقة الشمسية والتكنولوجيا الخضراء، ما يعزز الدور الريادي لمصر في التحول الطاقوي داخل المنطقة.
تحويل العين السخنة إلى مركز عالمي للطاقة الشمسية يثبت أن مصر قادرة على استغلال موقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الصناعية لجذب الاستثمارات النوعية، وتحقيق التكامل الصناعي الذي يفتح الباب أمام مستقبل أكثر استدامة، ويؤكد أن البلاد ماضية بخطى ثابتة نحو ريادة حقيقية في قطاع الطاقة المتجددة.