تشهد مصر في السنوات الأخيرة ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الولادة القيصرية، حيث وصلت النسبة إلى نحو 72% من إجمالي الولادات، وهي الأعلى عالميًا مقارنة بالمتوسط العالمي الذي لا يتجاوز 10%. هذه الظاهرة دفعت الجهات الصحية إلى دق ناقوس الخطر، مع التأكيد على ضرورة العودة إلى الولادة الطبيعية إلا في الحالات الطبية الطارئة التي تستدعي التدخل الجراحي.
أسباب ارتفاع معدلات الولادة القيصرية
يرى خبراء الصحة أن انتشار الولادات القيصرية يعود لعدة عوامل، منها تحولها إلى مصدر دخل مرتفع للأطباء، فضلًا عن رغبة بعض السيدات في تجنب آلام الولادة الطبيعية. كما أن قلة التوعية بأضرار الولادة القيصرية ساهمت في انتشارها، إضافة إلى اعتماد شريحة كبيرة من النساء على الولادة بالمستشفيات الخاصة التي تميل إلى تفضيل العمليات القيصرية لسرعة إجرائها.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!فوائد الولادة الطبيعية مقارنة بالقيصرية
أكد عدد من استشاريي النساء والتوليد أن الولادة الطبيعية تمثل الخيار الأفضل للمرأة والجنين على حد سواء. فهي تساعد على تقوية عضلات الرحم والحوض والبطن، وتحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يسهل عملية الولادة ويعزز الترابط بين الأم وطفلها. كما أن المولود الذي يخرج عبر الولادة الطبيعية يتمتع بجهاز تنفسي أقوى وقدرة أعلى على التكيف مع الحياة خارج الرحم، في حين أن العمليات القيصرية قد تزيد من احتمالات تعرض الأم لمضاعفات صحية لاحقًا.
مقترحات للحد من العمليات القيصرية
طرح عدد من الأطباء مقترحات لتقليل نسب الولادة القيصرية، من أبرزها التوسع في إنشاء وحدات الولادة الطبيعية بالمستشفيات وتوفير التجهيزات الطبية اللازمة مثل أجهزة قياس نبض الجنين المستمر وأدوات تسكين الألم. كما دعا خبراء التوليد إلى إعادة إحياء دور القابلة أو الداية التي يمكن أن ترافق الحوامل لساعات طويلة حتى تتم الولادة بشكل طبيعي، والاعتماد على الأطباء فقط في حال وجود مضاعفات. كذلك أوصوا بزيادة حوافز الأطباء عند إجراء الولادات الطبيعية حتى تقترب أجورها من العمليات القيصرية، إلى جانب تفعيل بروتوكولات طبية واضحة تضمن أن يكون القرار الطبي هو العامل الحاسم في اختيار نوع الولادة.
تقليل نسب الولادة القيصرية في مصر لم يعد خيارًا بل ضرورة ملحة للحفاظ على صحة الأمهات والمولودين، فالعودة إلى الولادة الطبيعية تعني خفض المضاعفات الطبية وتحسين الصحة العامة، إضافة إلى خفض التكلفة الاقتصادية على الأسرة والنظام الصحي، مما يجعلها الحل الأمثل إذا ما تم توفير البنية التحتية الطبية والتوعية المجتمعية الكافية.