أحدثت شريحة الجيل السادس 6G التي طورها باحثون أمريكيون وصينيون ضجة كبيرة في الأوساط التقنية بعد الكشف عن قدراتها المبهرة في رفع سرعات الإنترنت إلى مستويات غير مسبوقة. الشريحة الجديدة التي لا يتجاوز حجمها 11 مم × 1.7 مم يمكنها دعم نطاقات ترددية واسعة للغاية تصل إلى أكثر من 100 جيجاهرتز، وهو ما يجعلها نقلة نوعية مقارنة بالجيل الخامس الحالي.
سرعة غير مسبوقة تتجاوز حدود 5G
وفقًا لدراسة منشورة في مجلة Nature، فإن هذه الشريحة قادرة على تحقيق سرعات تصل إلى 100 جيجابت في الثانية، وهو ما يعادل عشرة أضعاف السرعة النظرية القصوى لشبكات 5G، وحوالي 500 مرة أسرع من متوسط سرعات الإنترنت في الجيل الخامس المستخدم حاليًا. هذه القفزة التكنولوجية تعني إمكانية تحميل أفلام عالية الدقة في ثوانٍ معدودة، ودعم تطبيقات متقدمة مثل الواقع الافتراضي المعزز، الذكاء الاصطناعي الفوري، والاتصال الكامل بين مليارات الأجهزة الذكية حول العالم.
إقرأ ايضاً:
تصريحات نارية من بيدرو إيمانويل بعد مواجهة النصر والفيحاء.. حديث يثير الجدلأوبو تثير المنافسة بإطلاق Find X9 و X9 Pro رسميًا في السعودية بأسعار مفاجئة ومواصفات خارقةتكنولوجيا فوتونية متقدمة وراء الشريحة
تعتمد الشريحة على نظام لاسلكي فوتوني متطور مصنوع من نيوبات الليثيوم بغشاء رقيق، ما يسمح بتحويل الإشارات الراديوية إلى إشارات ضوئية بسرعة ودقة عالية. هذه التقنية تعزز استقرار التردد وتزيد من موثوقية الاتصال حتى في البيئات التي تتميز بتداخلات طيفية معقدة. كما يمكن للشريحة إعادة التكوين في الوقت الفعلي، مما يجعلها أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع سيناريوهات الاستخدام المختلفة.
مستقبل شبكات 6G والتحديات المنتظرة
رغم الإمكانيات المذهلة لهذه الشريحة، إلا أن تطبيقها العملي لا يزال مرتبطًا بتطوير بنية تحتية جديدة قادرة على استيعاب متطلبات شبكات 6G. ويتوقع الخبراء أن يبدأ الانتشار التجاري للتقنية في الفترة بين عامي 2030 و2032، بعد الانتهاء من التجارب الميدانية وتقييم الأداء على نطاق واسع. الباحثون المشاركون في تطوير الشريحة أكدوا أنها تمثل خطوة جوهرية نحو إنشاء شبكات لاسلكية متكاملة الطيف وقادرة على دعم تطبيقات مستقبلية لم تكن ممكنة من قبل مثل السيارات ذاتية القيادة المتصلة بالكامل والعمليات الجراحية عن بُعد عبر الإنترنت.
التقنية الجديدة تمثل ثورة حقيقية في عالم الاتصالات، حيث ستغير الطريقة التي نتواصل بها ونتفاعل مع البيانات، وستفتح آفاقًا واسعة لتقنيات لم نتصورها بعد. ورغم التحديات، يبدو أن العالم يقف على أعتاب عصر جديد من الاتصال الفائق السرعة والموثوقية.