مؤسس أوبن إيه آي يثير الجدل حول حقيقة الإنترنت الميت وتأثير الذكاء الاصطناعي

مؤسس أوبن إيه آي يثير الجدل حول حقيقة الإنترنت الميت وتأثير الذكاء الاصطناعي

كتب بواسطة: سوسن شرف |

أثار سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي جدلًا واسعًا بعد تصريحاته المثيرة بشأن نظرية الإنترنت الميت، وهي الفرضية التي تقول إن جزءًا كبيرًا من المحتوى والمستخدمين على الإنترنت ليسوا حقيقيين، وإنما يتم توليدهم بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذا الجدل جاء في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن هيمنة الذكاء الاصطناعي على المحتوى الرقمي وإمكانية طمس الحدود بين الواقع والافتراضي.

ما هي نظرية الإنترنت الميت؟

تعود جذور هذه النظرية إلى الاعتقاد بأن أغلب ما نراه على الإنترنت من حسابات وتعليقات قد يكون من صنع روبوتات ذكية مدعومة بنماذج اللغة الكبيرة مثل ChatGPT وClaude. هذه النماذج قادرة على إنتاج نصوص بشرية الطابع بشكل يصعب تمييزه، ما يعزز الفكرة القائلة إن الإنترنت بات مزدحمًا بالمحتوى الاصطناعي أكثر من الوجود البشري الحقيقي. انتشار هذه النظرية ازداد في السنوات الأخيرة بالتوازي مع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

إقرأ ايضاً:

"هيئة الأفلام" تطلق مفاجأة البحث العلمي: إطلاق مبادرة سينماء الغامضة.. 5 فرص للنقاد والباحثين قد تغير مسار السينماتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

دور أوبن إيه آي في إثارة الجدل

اللافت أن تصريحات ألتمان جاءت لتؤكد ما يتخوف منه كثيرون، خصوصًا أن شركته تقف خلف واحدة من أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي عالميًا، وهي ChatGPT. بعض المنتقدين اعتبروا أن أوبن إيه آي ساهمت بشكل مباشر في تفاقم هذه الأزمة، بعدما أصبح بإمكان أي شخص استخدام تقنيات المحادثة الذكية لإنتاج منشورات أو محتويات يصعب التحقق من مصدرها. في المقابل يرى مؤيدو الذكاء الاصطناعي أن هذه التقنيات تحمل فوائد هائلة إذا استُخدمت بوعي، لكنها تتطلب في الوقت نفسه ضوابط صارمة للحد من إساءة استخدامها.

مستقبل الإنترنت بين الحقيقة والاصطناع

تصريحات ألتمان أثارت نقاشًا عالميًا حول مستقبل الإنترنت، وهل سيتحول بالفعل إلى فضاء تسيطر عليه الخوارزميات والمحتوى الاصطناعي. بعض الخبراء يؤكدون أن الحل يكمن في تطوير تقنيات تحقق من الهوية مثل مشروع Worldcoin الذي أسسه ألتمان سابقًا، ويعتمد على مسح قزحية العين لإثبات هوية المستخدمين. هذه الخطوات يمكن أن تساعد في الحد من هيمنة الحسابات الوهمية، إلا أن تطبيقها العملي يثير بدوره مخاوف تتعلق بالخصوصية وحماية البيانات. وبين المؤيدين والمعارضين، يبقى السؤال الأهم: كيف نحافظ على توازن الإنترنت كمساحة حرة وآمنة في عصر يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي.

تصريحات سام ألتمان حول نظرية الإنترنت الميت ليست مجرد جدل عابر، بل جرس إنذار يعكس التحولات الجذرية التي يشهدها الفضاء الرقمي. وإذا لم يتم وضع معايير واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي وضبطه، قد نجد أنفسنا أمام إنترنت جديد تسيطر عليه الخوارزميات بدلًا من البشر، مما يغير جذريًا شكل حياتنا الرقمية وعلاقاتنا بالمعلومة.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار