إلغاء قصة طموح جارية من منهج الصف الثالث الإعدادي يثير الجدل

أثار قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بإلغاء قصة "طموح جارية" من منهج الصف الثالث الإعدادي للعام الدراسي الجديد تفاعلًا واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، خاصة أن القصة كانت جزءًا ثابتًا من المقررات لسنوات طويلة وتمثل جانبًا مهمًا من الأدب العربي والتاريخ الإسلامي.

تفاصيل قرار الإلغاء وأسبابه

أكدت مصادر بالوزارة أن القصة قد تم رفعها رسميًا من توزيعة المنهج، ما يعني أنها لن تكون ضمن المقررات الدراسية أو الامتحانات النهائية. ويأتي هذا القرار في إطار خطة الوزارة لتطوير المناهج وتخفيف الأعباء الدراسية عن الطلاب، بالإضافة إلى التركيز على أساليب التعليم الحديثة التي تعتمد على الفهم والتحليل بدلاً من الحفظ والتلقين، بما يتماشى مع التوجه الجديد في التعليم.

إقرأ ايضاً:

مكانة القصة وأثرها في المناهج

تُعد قصة "طموح جارية" من أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت شخصية شجرة الدر، المرأة القوية التي لعبت دورًا سياسيًا بارزًا في فترة الدولة الأيوبية. وقدمت القصة نماذج ملهمة من الطموح والإرادة والقيادة، وهو ما جعلها تحتل مكانة خاصة في وجدان العديد من الأجيال التي درستها. ومع ذلك، يرى بعض أولياء الأمور أن القصة شكلت عبئًا إضافيًا على الطلاب بسبب طولها وكثرة تفاصيلها، مما جعل قرار الإلغاء محل ترحيب من شريحة منهم.

ردود الأفعال والتوقعات المستقبلية

انقسمت الآراء حول هذا القرار؛ حيث أبدى أولياء أمور وطلاب سعادتهم بتخفيف العبء الدراسي، بينما عبّر معلمون وخبراء لغة عربية عن أسفهم لغياب القصة لما تحمله من قيم تعليمية وأدبية. وحتى الآن، لم تعلن الوزارة عن قصة بديلة سيتم إضافتها إلى المنهج، ما يترك المجال مفتوحًا أمام تكهنات بشأن التركيز على محتويات أدبية أخرى. وأكدت الوزارة أنها تعمل ضمن إطار رؤية مصر 2030 لتطوير شامل للمناهج يهدف إلى إعداد طالب قادر على التفكير النقدي والإبداعي.

يمثل إلغاء قصة طموح جارية خطوة تعكس توجه وزارة التعليم نحو تحديث المناهج بما يتناسب مع المتغيرات العصرية، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات حول كيفية الموازنة بين تخفيف المناهج والحفاظ على محتوى أدبي وتاريخي مهم للأجيال القادمة. وفي انتظار ما ستعلنه الوزارة من بدائل، يبقى القرار نقطة نقاش رئيسية بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.