المخدرات الرقمية بين الوهم والواقع وتأثيرها على المراهقين

المخدرات الرقمية بين الوهم والواقع وتأثيرها على المراهقين

كتب بواسطة: حسن بكري |

أثارت المخدرات الرقمية جدلًا واسعًا خلال السنوات الأخيرة، بعدما روج البعض أنها بديل قانوني وآمن للمخدرات التقليدية، حيث تعتمد على مقاطع صوتية بترددات معينة يتم الاستماع إليها عبر سماعات الرأس. ويزعم مروجوها أن هذه الأصوات قادرة على إدخال المستمع في حالة من النشوة أو الاسترخاء أو حتى الهلوسة، وهو ما جعل الكثير من المراهقين ينجذبون لتجربتها عبر المنصات الرقمية المختلفة

ما هي المخدرات الرقمية؟

المخدرات الرقمية عبارة عن مقاطع صوتية تعتمد على ما يُعرف بالنبضات ثنائية الأذن "Binaural Beats"، حيث يتم تشغيل تردد مختلف في كل أذن، ما ينتج عنه فرق في الترددات قد يؤثر على نشاط الدماغ. وعلى الرغم من هذه الادعاءات، إلا أن الدراسات العلمية الموثوقة لم تثبت حتى الآن أن لهذه المقاطع تأثيرًا بيولوجيًا أو كيميائيًا يشبه تأثير المواد المخدرة، بل يرجح الخبراء أن الأمر يتعلق بالإيحاء الذاتي والتهيئة النفسية للمستمع أكثر من كونه حقيقة علمية مثبتة

إقرأ ايضاً:

وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

التأثيرات النفسية والاجتماعية

يرى الأطباء النفسيون أن خطورة المخدرات الرقمية تكمن في البعد النفسي والاجتماعي، حيث يدخل المراهق التجربة مقتنعًا مسبقًا بما يسمعه من شائعات حول تأثير هذه المقاطع، فيشعر بتجربة وهمية أقرب إلى النشوة. هذا الإيحاء قد يكون بوابة تدفع بعض المراهقين لاحقًا إلى البحث عن تجارب أقوى وأكثر واقعية، مثل المخدرات الحقيقية، وهو ما يجعل الأمر تهديدًا تربويًا واجتماعيًا أكثر من كونه خطرًا طبيًا مباشرًا

سر انتشار الظاهرة عبر الإنترنت

يرجع انتشار المخدرات الرقمية إلى آليات عمل خوارزميات المنصات مثل تيك توك ويوتيوب، حيث تجذب الظواهر المثيرة للجدل نسب مشاهدة مرتفعة، فتقوم المنصات بدفعها إلى واجهة المحتوى الأكثر تداولًا. الفضول البشري أيضًا يلعب دورًا رئيسيًا، إذ يسعى كثير من المراهقين لتجربة هذه المقاطع بدافع الفضول حتى وإن لم يكونوا مقتنعين بفعاليتها. ومع ضعف التوعية الرقمية وغياب رقابة الأهل، يصبح المراهق أكثر عرضة لتصديق مثل هذه الظواهر المنتشرة عبر الإنترنت

المخدرات الرقمية تبدو حتى الآن مجرد وهم نفسي أكثر من كونها خطرًا طبيًا مثبتًا، لكن تجاهلها أو التعامل معها على أنها مجرد مزحة قد يكون أمرًا خطيرًا، لأنها تفتح الباب أمام المراهقين لتجارب أكثر ضررًا. لذلك فإن نشر التوعية، وتعزيز الرقابة الأسرية، وتوضيح الحقائق العلمية تبقى أفضل وسيلة لحماية الشباب من الانسياق وراء هذه الظواهر المثيرة

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار