تشهد بيئة الهواتف الذكية تغيرات كبيرة مع إعلان شركة جوجل عن إطلاق سياسة جديدة تهدف إلى تعزيز مستويات الأمان على نظام أندرويد من خلال فرض التحقق من هوية مطوري التطبيقات. هذه الخطوة تأتي بعد الزيادة الملحوظة في محاولات الاحتيال المالي وانتشار البرمجيات الخبيثة التي تهدد بيانات المستخدمين وأموالهم. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق هذه السياسة تدريجيًا على عدة مراحل ابتداءً من عام 2026، قبل أن يتم تعميمها عالميًا في عام 2027

تفاصيل سياسة جوجل الجديدة

وفقًا للسياسة، سيتعين على جميع مطوري التطبيقات الراغبين في نشر تطبيقاتهم على الأجهزة المعتمدة من جوجل تقديم بيانات موثقة تثبت هويتهم. وتشمل هذه السياسة التطبيقات التي يتم تحميلها من متجر جوجل بلاي وكذلك من مصادر خارجية ومتاجر التطبيقات الأخرى. وتهدف هذه الخطوة إلى الحد من عمليات التحميل غير الموثوقة لملفات APK التي كثيرًا ما تستغلها برمجيات خبيثة للاختراق وسرقة البيانات

تصاعد التهديدات السيبرانية

تشير تقارير أمنية إلى أن الهجمات السيبرانية على أجهزة أندرويد في تزايد ملحوظ. فقد رصدت شركة كاسبرسكي أكثر من 180 ألف نموذج جديد من البرمجيات الضارة في الربع الأول من عام 2025 فقط، بزيادة نسبتها 27% عن الفترة السابقة. كما تم إحباط تهديدات استهدفت أكثر من 12 مليون مستخدم حول العالم. ومن أبرز هذه الهجمات تطبيقات التصيد الاحتيالي وأحصنة طروادة التي تنتحل صفة برامج شرعية لاستغلال ثقة المستخدمين

إقرأ ايضاً:

تأثير السياسة على المستخدمين والمطورين

السياسة الجديدة ستطبق في البداية على دول مصنفة عالية المخاطر مثل البرازيل وإندونيسيا وسنغافورة قبل أن تمتد إلى باقي دول العالم. وسيُمنح المطورون فترة انتقالية لتوفيق أوضاعهم عبر إجراءات التحقق. وبالنسبة للمستخدمين، فإن هذه الخطوة ستوفر مستويات حماية أعلى، إذ ستقلل من احتمالية تعرض أجهزتهم للاختراق عند تثبيت التطبيقات. ومع ذلك، ستظل بعض الأجهزة مثل تلك التي لا تدعم خدمات جوجل قادرة على تحميل التطبيقات من مصادر خارجية دون قيود

تمثل هذه الخطوة من جوجل استجابة مباشرة للتحديات الأمنية المتنامية في عالم الهواتف الذكية، وتعكس إدراكًا متزايدًا لخطورة التهديدات الرقمية. ومع تطبيق هذه السياسة، يتوقع أن تنخفض معدلات الاحتيال الإلكتروني والتسلل عبر التطبيقات، مما يعزز ثقة المستخدمين في نظام أندرويد. ورغم أن الطريق ما يزال طويلا أمام القضاء الكامل على البرمجيات الخبيثة، إلا أن هذه المبادرة تعد خطوة مهمة نحو بيئة رقمية أكثر أمانًا للجميع