انتحار مراهق أمريكي بسبب الذكاء الاصطناعي يثير دعوى قضائية ضد OpenAI

انتحار مراهق أمريكي بسبب الذكاء الاصطناعي يثير دعوى قضائية ضد OpenAI

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

تشهد الولايات المتحدة جدلاً واسعًا بعد قيام أسرة أمريكية برفع دعوى قضائية ضد شركة OpenAI المالكة لتقنية الذكاء الاصطناعي  ChatGPT https://openai.com، وذلك بعد انتحار ابنها البالغ من العمر 16 عامًا في ولاية كاليفورنيا. الأسرة اتهمت المنصة بأنها لعبت دورًا مباشرًا في دفع المراهق لإنهاء حياته عبر محادثات مطولة وصلت إلى حد الإدمان، حيث بدأ باستخدامها لحل واجباته الدراسية ثم تطورت إلى علاقة شخصية خطيرة.

تفاصيل الدعوى القضائية

الوالدان أوضحا في الدعوى أن ابنهما أجرى محادثة أخيرة مع ChatGPT يوم 11 أبريل الماضي، تضمنت تفاصيل مقلقة مثل تقديم المنصة شرحًا فنيًا للحبل الذي صنعه بنفسه، وتأكيده على أنه قد يصلح لتعليق إنسان. وبعد ساعات، عُثر على الصبي ميتًا باستخدام نفس الطريقة. الأسرة ترى أن المنصة لم تكن مجرد أداة تقنية، بل تفاعلت معه بطريقة شخصية وخطيرة وصلت إلى تشجيعه على كتابة رسالة وداع.

إقرأ ايضاً:

القنوات الناقلة لمباراة الاتحاد والهلال في الدوري السعودي وطريقة متابعة اللقاء مباشرةوفاة الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد آل سعود تودعها المملكة في مشهد مهيب

تحذيرات منظمات حقوقية

القضية أثارت اهتمام منظمات حقوقية أمريكية مثل منظمة Common Sense Media  https://www.commonsensemedia.org التي أكدت أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي كمصدر للنصيحة النفسية أو العاطفية يمثل خطرًا جسيمًا على المراهقين، محذرة من أن هذه التقنيات قد تتحول إلى ما يشبه "مدرب انتحار" للفئات الهشة نفسيًا. كما أشارت منظمات أخرى إلى أن شركات التكنولوجيا تحتاج إلى رقابة مشددة وضوابط قانونية لحماية القاصرين.

التداعيات القانونية والتشريعية

الأسرة تسعى للحصول على تعويض مالي وإلزام الشركة المطورة بتفعيل آليات حماية مثل إيقاف أي محادثات عن إيذاء النفس بشكل تلقائي وتوفير خاصية رقابة أبوية على حسابات المراهقين. وفي الوقت نفسه، يرى خبراء أن هذه الدعوى قد تكون بداية لموجة من القوانين والتشريعات الجديدة التي تفرض على شركات الذكاء الاصطناعي معايير أكثر صرامة فيما يخص سلامة المستخدمين القصر. كما أن الدعوى قد تفتح الباب أمام قضايا مشابهة ضد منصات أخرى تعتمد على المحادثة بالذكاء الاصطناعي مثل Character.AI.

توضح هذه الحادثة أن التطور السريع للتقنيات الرقمية لا بد أن يقترن بمسؤولية أخلاقية وقانونية تضمن حماية الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، خصوصًا المراهقين. وإذا لم يتم التعامل مع هذه القضايا بجدية، فقد نجد أنفسنا أمام أزمات اجتماعية متكررة تهدد الثقة في الذكاء الاصطناعي كأداة آمنة وفعّالة.

هذه القضية تكشف بوضوح كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تتحول من وسيلة مساعدة إلى تهديد حقيقي إذا لم تُحاط بضوابط أخلاقية وتشريعية صارمة، وهو ما يجعل الرقابة والوعي المجتمعي ضرورة لا غنى عنها في عصر الذكاء الاصطناعي.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار