مجزرة مجمع ناصر الطبي في غزة تضع إدارة ترامب أمام اختبار سياسي حاسم

تثير مجزرة مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة والعالم بشأن كيفية تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الحرب الدائرة في غزة، خاصة بعد سقوط عشرات الضحايا من المدنيين والأطقم الطبية والصحافيين. الحدث شكل نقطة تحول قد تعيد ترتيب أولويات الإدارة الأميركية بين خيار الحسم العسكري أو البحث عن مخرج ديبلوماسي يوقف نزيف الدم

موقف ترامب من مجزرة مجمع ناصر الطبي

أبدى ترامب صدمته من المجزرة التي راح ضحيتها 20 شخصاً بينهم صحافيون وأطباء، داعياً إلى إنهاء الحرب خلال أسابيع قليلة. لكن حديثه عن "نهاية حاسمة" أثار التساؤلات عما إذا كان يقصد تدخلاً عسكرياً يدعم إسرائيل في احتلال غزة بشكل كامل أو تسوية ديبلوماسية تؤدي إلى إطلاق الأسرى. الموقف بدا ملتبساً، خصوصاً مع تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو الذي شدد على ضرورة إنهاء الصراع من دون وجود حركة حماس

إقرأ ايضاً:

خيارات الحسم بين الدبلوماسية والتصعيد العسكري

في الوقت الذي يطالب فيه نتنياهو بحل ديبلوماسي مشروط بحل حركة حماس لنفسها والخروج من القطاع، تؤكد الحركة رفضها القاطع لذلك. وهنا يظهر التناقض بين الرغبة الأميركية المعلنة في إنهاء الحرب سريعاً وبين الشروط الإسرائيلية المعقدة. التحليلات تشير إلى أن أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة قد تستمر لأشهر طويلة وتعرض حياة الأسرى للخطر، ما يزيد الضغوط على إدارة ترامب لإيجاد بدائل أخرى

التحديات أمام الدور الأميركي في غزة

رغم الدعوات الدولية لوقف النار، لم تظهر إدارة ترامب استعداداً لفرض ضغوط حقيقية على إسرائيل. فبعد انسحاب المبعوث الأميركي من المفاوضات الأخيرة وغياب أي تحرك جديد، بدا أن واشنطن تفضل إبقاء الأمور معلقة بانتظار حسابات سياسية داخلية تخص القاعدة الانتخابية للرئيس. وفي المقابل، تزداد الانتقادات الدولية مع تفاقم أزمة الجوع التي تهدد مئات الآلاف في غزة، ما يجعل موقف واشنطن أكثر تعقيداً أمام المجتمع الدولي

في المحصلة، مجزرة مجمع ناصر الطبي تعكس المأزق الحقيقي الذي يواجهه ترامب بين وعوده بإنهاء الحروب وسياسته الداعمة لإسرائيل، وبين الضغوط الإنسانية المتزايدة التي تفرضها صور الضحايا المدنيين. وإذا لم يتحرك بجدية لوقف الحرب فقد يجد نفسه أمام تحديات سياسية وأخلاقية أكبر في الداخل والخارج