شهدت محافظة الإسكندرية كشفًا أثريًا نادرًا تمثل في استخراج مجموعة من القطع الأثرية المغمورة من أعماق البحر بميناء أبو قير، في إطار أعمال الحفائر التي تنفذها إدارة الآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار. وتم استخراج أكثر من 86 قطعة، وتم عرض 81 قطعة في معرض مؤقت لمدة ستة أشهر لزيادة الوعي الأثري محليًا ودوليًا، حيث تم انتشال القطع بعناية فائقة لحمايتها من التلف أو السرقة. ويعكس هذا الكشف حجم الجهد المصري للحفاظ على التراث المغمور، والذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الإسكندرية العريق.
مراحل استخراج وترميم القطع الأثرية
تمر القطع بعد استخراجها بمراحل دقيقة تبدأ بتسجيلها ودراستها تحت المياه، ثم انتشال القطع الصغيرة من قبل الغواصين الأثريين، وبعدها توضع في أحواض مياه خاصة لمعادلة نسبة الملوحة لحمايتها من التلف. تلي ذلك عمليات الترميم والمعالجة النهائية التي قد تستغرق عامًا أو أكثر، وبعدها تُعرض القطع في المتاحف لتصبح متاحة للزوار. ويتم الالتزام بالضوابط الدولية، مثل اتفاقية اليونسكو لعام 2001 للحفاظ على التراث المغمور، حيث يتم استخراج القطع فقط إذا كانت معرضة للتلف أو السرقة، مثل التماثيل الكبيرة أو القطع الصغيرة القابلة للنقل بسهولة.
إقرأ ايضاً:
تطور جديد في إصابة مالكوم.. بين الحقن والعلاج الجراحي واحتمال مفاجئ بشأن حالته!مفاجأة اختبار حقيقي بين آيفون 17 برو ماكس وجالكسي S25 ألترا... النتيجة صادمة للجميع!خطط المعرض المتنقل وأهمية الاكتشاف
يعمل المجلس الأعلى للآثار حاليًا على تجهيز معرض متنقل للآثار الغارقة ليجوب العالم، ليتيح للزوار الاطلاع على الكنوز المستخرجة من البحر المتوسط. وأظهرت الدراسات أن جزءًا كبيرًا من الإسكندرية القديمة قد غمرته المياه، ما يعني وجود كم هائل من الآثار المغمورة ينتظر الاكتشاف. وقد رصدت البعثات أن معظم التماثيل المكتشفة فقدت رؤوسها وأقدامها، وهو ما يشير إلى وقوع كارثة طبيعية كبرى في الماضي، ربما زلزال أو انهيار أرضي أدى لسقوط أجزاء من المدينة في البحر، ما ساهم في تشوه القطع عبر القرون.
خاتمة: يشكل هذا الاكتشاف الأثري فرصة فريدة لفهم تاريخ الإسكندرية القديمة ومدى غنى حضارتها، ويؤكد أهمية حماية التراث الغارق وإتاحته للجمهور من خلال المعارض المحلية والدولية لتعزيز الوعي الثقافي وإبراز الجهود المصرية في الحفاظ على كنوز البحر المتوسط وتأريخ الأحداث الطبيعية التي شهدتها المدن الغارقة.