شهد السوق العقاري المصري خلال عام 2025 زيادة ملحوظة في معدلات إلغاء حجوزات الوحدات السكنية لتصل في بعض المشروعات إلى 40%، وهو رقم كبير يعكس تحولات واضحة في سلوك العملاء داخل القطاع. ويرى خبراء أن هذه الظاهرة ترتبط بشكل مباشر بانسحاب فئة العملاء المعروفين بـ"السماسرة" أو المستثمرين قصيري الأجل، الذين لم يتمكنوا من الاستمرار في سداد الأقساط المقررة عليهم مع توقعات بعدم ارتفاع الأسعار بالشكل الذي كانوا يعولون عليه
أسباب ارتفاع معدلات إلغاء الحجوزات
أرجع عدد من المتخصصين العقاريين أسباب هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، أبرزها انسحاب السماسرة الذين اعتادوا دفع مقدمات الحجز على أمل إعادة بيع الوحدات بعد فترة قصيرة وبسعر أعلى، وهو ما لم يحدث بسبب استقرار أسعار الدولار والركود النسبي الذي أصاب السوق. كما ساهمت سياسات "حرق الأسعار" بين الشركات العقارية في تشجيع العملاء على التراجع عن تعاقداتهم القديمة والبحث عن عروض جديدة أكثر تنافسية
إقرأ ايضاً:
ضباب يخفض الرؤية حتى ثلاثة كيلومترات وتحذيرات بأمطار على عدة مناطق"شاومي" تكشف عن مفاجأة قوية.. Xiaomi 17 Ultra يأتي بشحن أسرع وتقنية الأقمار الصناعية!"جوجل درايف" لم يعد كما كان.. هذه المهام الجديدة ينفذها "ChatGPT" بدلاً عنك"ChatGPT" يسيطر على الموسيقى.. كيف يتحكم بـ "Spotify" بسهولة؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!تأثير إلغاء الحجوزات على أسعار العقارات
على الرغم من ارتفاع معدل الإلغاءات، يؤكد عدد من الخبراء أن السوق العقارية المصرية لا تزال قوية وقادرة على امتصاص هذه التحديات، حيث ارتبطت أسعار العقارات في السنوات الأخيرة بعوامل أساسية مثل أسعار الدولار ومواد البناء وحجم الطلب الحقيقي. وبالتالي، فإن تزايد حالات الإلغاء لن يؤدي بالضرورة إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير أو انهيار القطاع، بل قد يكون انعكاسًا لمرحلة إعادة ترتيب داخل السوق
مستقبل السوق العقارية في ظل التحديات
من المتوقع أن تستمر نسبة إلغاء الحجوزات عند مستويات مرتفعة خلال الشهور المقبلة، وقد تصل إلى 45% وفق بعض التقديرات، خاصة مع استمرار المنافسة الشديدة بين الشركات العقارية وتقديم خصومات وعروض قوية لجذب العملاء. ومع ذلك، يرى محللون أن هذه الظاهرة قد تحمل جانبًا إيجابيًا على المدى الطويل، إذ يمكن أن تؤدي إلى إعادة ضبط الأسعار بما يتماشى مع القدرة الشرائية الحقيقية للعملاء، مما يخلق بيئة أكثر استدامة للقطاع
تعكس زيادة إلغاء الحجوزات حالة من الترقب وعدم اليقين داخل السوق العقارية، لكنها في الوقت ذاته تكشف عن مرونة القطاع وقدرته على التعامل مع تقلبات العرض والطلب. ويظل مستقبل العقارات في مصر مرهونًا بقدرة الشركات على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، وابتكار حلول تمويلية وعروض تتناسب مع إمكانيات العملاء وتعيد إليهم الثقة في الاستثمار العقاري
تزايد معدلات إلغاء حجوزات الوحدات العقارية في مصر يطرح تساؤلات حول جدية العملاء واستقرار السوق، لكنه يبرز أيضًا أن القطاع العقاري ما زال يتمتع بجاذبية قوية رغم التحديات، وأنه قادر على استعادة التوازن مع إعادة توجيه السياسات الاستثمارية والتمويلية