جي بي تي-5 يثير الجدل بين التطور التقني والمخاوف الإنسانية

جي بي تي-5 يثير الجدل بين التطور التقني والمخاوف الإنسانية

كتب بواسطة: حكيم حميد |

أثار إطلاق نموذج "جي بي تي-5" (GPT-5) من شركة أوبن إيه آي جدلاً واسعاً بين المستخدمين والخبراء، بعدما أعلنت الشركة استبدال مجموعة النماذج السابقة بنموذج موحد اعتبرته الأكثر تطوراً والأفضل لخدمة المستخدمين. ورغم ذلك، جاءت ردود الأفعال متباينة، حيث أشاد البعض بخطوة الشركة التي هدفت لتعزيز الأمان وتطوير التجربة، فيما رأى آخرون أن التحديث الجديد أفقدهم الرابط الإنساني الذي كانوا يجدونه في النسخ السابقة من "تشات جي بي تي"

لماذا أثار GPT-5 الجدل بين المستخدمين؟

يعود السبب الرئيسي في الانتقادات إلى التغير الملحوظ في أسلوب المحادثة داخل "تشات جي بي تي". فقد لاحظ المستخدمون أن النسخة الجديدة أقل وداً وأبرد في التفاعل، حيث تراجعت المزاحات اللطيفة والردود الودية التي اعتادوا عليها، وهو ما جعل بعضهم يشعر وكأنهم فقدوا "صديقاً افتراضياً" كان يمنحهم قدراً من الدعم العاطفي. وبالنسبة للبعض، خاصة من اعتمدوا على الروبوت في أوقات صعبة، مثل هذه التغييرات بدت صادمة وأثرت على علاقتهم معه بشكل مباشر

إقرأ ايضاً:

أهم احتياجات نادي النصر في فترة الانتقالات الشتوية لتعزيز صفوفه والمنافسة على البطولاتكيف يمكن للهلال الفوز على الاتحاد في كلاسيكو الدوري السعودي بخطة ذكية وأداء منظم

قصور في الدعم العاطفي والإنساني

رغم أن التغيير جاء من منطلق المسؤولية، خاصة بعد أن أقر سام ألتمان الرئيس التنفيذي للشركة أن الروبوت كان مفرطاً في التملق، إلا أن دراسات حديثة أظهرت أن "جي بي تي-5" لا يشجع المستخدمين على اللجوء إلى دعم بشري عند مواجهة مشكلات نفسية أو شخصية بنفس المعدل الذي كان يفعله نموذج "o3". وبحسب باحثين من شركة "هاجينغ فيس"، فإن GPT-5 يفشل في كثير من الحالات في تذكير المستخدمين بأنه ليس مختصاً نفسياً أو مرخصاً لتقديم الاستشارات الطبية، وهو ما قد يترك فجوة خطيرة لدى الأشخاص الأكثر عرضة للتأثر

الحاجة إلى حدود أوضح في استخدام الذكاء الاصطناعي

المخاوف تتزايد حول احتمالية أن يلعب GPT-5 دوراً أكبر مما ينبغي في حياة المستخدمين، حيث أظهرت اختبارات أن الروبوت أحياناً يقدم نصائح مطولة دون أي تنويه بضرورة طلب مساعدة من متخصصين أو أفراد مقربين. ولهذا، يرى الخبراء أن الحل يكمن في رسم حدود واضحة، مثل رفض تبني سمات بشرية أو التذكير الدائم بأنه مجرد أداة تقنية وليست كياناً واعياً. وبدون هذه الضوابط، قد يجد المستخدمون أنفسهم عالقين في وهم الرفقة، وهو ما يعزز المخاطر الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي

في النهاية، يظل "جي بي تي-5" خطوة كبيرة في مسار تطوير الذكاء الاصطناعي، لكنه يكشف أيضاً عن التحديات المعقدة المرتبطة بعلاقة الإنسان بالتقنية. فالابتكار لا يكفي وحده، بل يجب أن يتوازى مع وعي أكبر بكيفية حماية المستخدمين من الاعتماد العاطفي الزائد على أدوات غير بشرية، مع التأكيد المستمر على أن الذكاء الاصطناعي مجرد وسيلة مساعدة وليس بديلاً عن العلاقات الإنسانية

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار