شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في مجال التعليم، حيث انخفضت نسبة الأمية إلى 3.7% بنهاية عام 2021، ثم تراجعت إلى ما دون 3% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو ما يعكس جهودًا ضخمة في تطوير المنظومة التعليمية وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. هذا التراجع الكبير يعزز مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا كدولة تهتم برأس المال البشري وتضعه في مقدمة أولوياتها، مما يفتح المجال أمام مزيد من الإنجازات في مختلف القطاعات.
تأثير انخفاض نسبة الأمية على الوعي المجتمعي
يشير المستشار تركي آل الشيخ عبر حسابه في منصة إكس إلى أن انخفاض نسبة الأمية ينعكس إيجابيًا على وعي المجتمع، حيث يقلل من انتشار الإشاعات ويعزز مناعة المجتمع ضد الأخبار الكاذبة. فقد أثبتت الدراسات أن المجتمعات ذات التعليم المرتفع أقل عرضة للتضليل وأكثر قدرة على المشاركة الفاعلة في التنمية. ومنذ ستينيات القرن الماضي، أرسلت السعودية أكثر من مليون مبتعث للتعليم والتدريب في الخارج، وهو ما يمثل 5% من الشعب، مما يؤكد على الاستثمار المستمر في بناء جيل واعٍ ومثقف قادر على مواكبة التطورات العالمية.
إقرأ ايضاً:
"هيئة الأفلام" تطلق مفاجأة البحث العلمي: إطلاق مبادرة سينماء الغامضة.. 5 فرص للنقاد والباحثين قد تغير مسار السينماتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ارتباط التعليم بتنمية قطاع الترفيه
لا يقتصر تأثير انخفاض الأمية على الجانب التعليمي فقط، بل يمتد إلى تعزيز قطاع الترفيه في السعودية. فقد أعلن تركي آل الشيخ عن مشروع "سيتي هب" في الطائف، الذي يجمع خبرات عالمية متخصصة في قطاع الترفيه، ويهدف إلى تطوير المواهب الوطنية عبر برامج تدريبية متقدمة. هذه المشاريع تأتي متسقة مع رؤية المملكة في تمكين الكفاءات المحلية، مما يثبت أن التعليم ليس مجرد وسيلة للمعرفة، بل ركيزة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على الإبداع والابتكار.
التطور الثقافي عبر الفعاليات الفنية
أصبح الترفيه الثقافي في السعودية انعكاسًا مباشرًا لتقدمها التعليمي، حيث باتت المملكة قادرة على استقطاب أبرز النجوم العرب لإحياء فعاليات موسم الرياض، مثل ناصر القصبي وأيمن زيدان. كما أعلن عن مهرجان الرياض للكوميديا الذي يقام من 26 سبتمبر حتى 9 أكتوبر 2025، بمشاركة نخبة من نجوم الكوميديا العرب، وهو ما يعزز من مكانة المملكة كوجهة ثقافية وفنية محورية في المنطقة. هذه الفعاليات لم تكن لتنجح بهذا المستوى لولا الأساس المتين الذي وفره انخفاض نسبة الأمية وارتفاع مستوى الوعي المجتمعي.
إن انخفاض نسبة الأمية في السعودية يعد إنجازًا استراتيجيًا يسهم في دعم التنمية البشرية والثقافية والترفيهية، ويؤكد أن التعليم هو المحرك الرئيس لكل تقدم، حيث يفتح الأبواب أمام فرص جديدة للشباب والمجتمع، ويعزز من مكانة المملكة عالميًا كدولة رائدة في بناء المعرفة وتنمية الإبداع.