تعمل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالتعاون مع شركة جوجل على تطوير مساعد طبي ذكي يهدف إلى دعم رواد الفضاء خلال الرحلات الطويلة إلى كوكب المريخ، وهي خطوة استراتيجية لتعويض التأخير الكبير في التواصل مع الأرض أثناء هذه المهمات البعيدة. المشروع الجديد سيتيح للطاقم التعامل مع الحالات الصحية الطارئة بشكل فوري، دون الحاجة إلى انتظار استشارة الأطباء على الأرض، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا في مفهوم الرعاية الصحية الفضائية.
دعم طبي ذاتي في البيئات القاسية
الميزة الأهم في هذا النظام هي قدرته على تقديم دعم طبي متكامل يمكن الاعتماد عليه حتى في الظروف التي لا تسمح بالتواصل الفوري مع الأرض، مثل انقطاع الاتصال أو مواجهة مواقف صحية معقدة تتطلب تدخلًا عاجلًا. يجمع المساعد بين خبرة جوجل في تقنيات الذكاء الاصطناعي والقدرة على إدارة العمليات الطبية بشكل ذاتي، وخبرة ناسا في التعامل مع تأثيرات البيئة الفضائية على صحة الإنسان، بما في ذلك فقدان العظام والعضلات والتأثيرات الضارة للأشعة الكونية.
إقرأ ايضاً:
أهم احتياجات نادي النصر في فترة الانتقالات الشتوية لتعزيز صفوفه والمنافسة على البطولاتكيف يمكن للهلال الفوز على الاتحاد في كلاسيكو الدوري السعودي بخطة ذكية وأداء منظماستعدادات لرحلات الفضاء العميق
يأتي هذا التعاون في إطار استعدادات مكثفة لرحلات مستقبلية نحو القمر والمريخ، حيث سيكون الاعتماد على المساعدات الطبية الذكية أمرًا أساسيًا للحفاظ على سلامة الطواقم وضمان نجاح المهمات. في رحلات بهذا الطول، قد يستغرق وصول الرسائل من المريخ إلى الأرض أكثر من 20 دقيقة، ما يجعل التدخل السريع من خلال مساعد ذكي ضرورة وليست رفاهية. المساعد الجديد سيكون قادرًا على تشخيص الحالات، اقتراح العلاجات، وحتى إرشاد الرواد لإجراء التدخلات الطبية بأنفسهم باستخدام الأدوات المتاحة على متن المركبة.
تقنية تمهد لعصر جديد من الطب الفضائي
التقنية التي يجري تطويرها لن تخدم المهمات الفضائية فقط، بل قد تُحدث أيضًا ثورة في الرعاية الطبية عن بعد على الأرض، خاصة في المناطق النائية أو خلال الكوارث الطبيعية التي تعيق الوصول إلى الأطباء. وبفضل الجمع بين الذكاء الاصطناعي والمعرفة الطبية المتعمقة، يمكن لهذا المساعد أن يصبح شريكًا أساسيًا للإنسان في البيئات التي يصعب فيها الحصول على الدعم المباشر. يفتح هذا المشروع الباب أمام حقبة جديدة من الطب الفضائي القائم على الاستقلالية والابتكار، مما يعزز فرص نجاح المهمات البشرية في أعماق الفضاء.