شهدت فعاليات المؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية مناقشات موسعة حول العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والمجال الإفتائي، حيث نظم المؤشر العالمي للفتوى ورشة عمل بعنوان "تطوير أطر أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في دعم العمل الإفتائي" بمشاركة علماء وخبراء من مختلف الدول، وذلك بهدف دراسة تأثير التقنيات الحديثة على عملية إصدار الفتاوى، وضرورة وضع ضوابط شرعية وأخلاقية لحماية القيم الدينية من الانحراف أو التشويه.
الذكاء الاصطناعي بين الجواز والتحريم في الفتوى
أوضح الدكتور طارق أبوهشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا مؤثرًا في مجالات ذات طابع قيمي وروحي، مما يفرض الحاجة لبحث مدى ملاءمة استخدامه في الفتوى. وأظهرت الدراسات أن 85% من الفتاوى ترى جواز استخدام الذكاء الاصطناعي بشرط خلوه من المحاذير الشرعية، بينما اعتبرت 15% من الآراء أنه محرم إذا كان يهدف لاستبدال خلق الله تعالى. كما تناولت الورشة الجوانب التشريعية والتنظيمية لهذا المجال، إضافة إلى تقديم رؤى مستقبلية توازن بين الاستفادة من التقنية والحفاظ على المرجعية الدينية.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!تحديات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الدين
حذر خبراء من أن الاعتماد المفرط على التقنيات الذكية قد يؤدي إلى ضعف التواصل بين المفتي والمستفتي، وتراجع الفهم الصحيح لأصول الدين، خاصة مع انتشار ظاهرة لجوء الشباب إلى محركات البحث بدلًا من التواصل المباشر مع العلماء. وأكد المشاركون أن القائمين على برمجة هذه الأنظمة ليسوا بالضرورة من خلفية دينية إسلامية، مما يزيد احتمالية تسرب مفاهيم مغلوطة أو مشوهة إلى المستخدمين، وهو ما يستدعي مراقبة دقيقة وضمان الإشراف البشري المستمر.
ضوابط ومعايير الاستخدام الآمن للتقنيات الذكية
طرحت د. إلهام شاهين عدة ضوابط يجب الالتزام بها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الإفتائي، منها حماية خصوصية البيانات، وضمان عدم إحداث أضرار للأفراد والمجتمعات، وإتاحة الإشراف البشري، وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي أخطاء أو انحرافات. كما شدد الإعلاميون والخبراء المشاركون على أن التقنية مهما بلغت دقتها لا يمكن أن تحل محل الخبرة الإنسانية والمعرفة الشرعية العميقة، وأن الفارق الجوهري بين العالم والآلة يجب أن يكون حاضرًا في أذهان الجميع.
تؤكد هذه المناقشات أن مستقبل الفتوى في عصر الذكاء الاصطناعي يتطلب تكامل الجهود بين العلماء والمبرمجين والمشرعين، لضمان بقاء المرجعية الدينية راسخة وحماية القيم الشرعية من التشويه، مع الاستفادة من الإمكانات الإيجابية للتكنولوجيا في خدمة الدين