كشفت دراسة حديثة أجريت في أستراليا عن نتائج واعدة للعلاج النفسي في التعامل مع آلام الظهر المزمنة، مؤكدة أن الاعتماد على تقنيات العلاج الوظيفي المعرفي (CFT) يمكن أن يؤدي إلى تحسن واضح في نوعية حياة المرضى وتقليل مستويات الألم لديهم لفترات طويلة تصل إلى ثلاث سنوات بعد انتهاء العلاج. الدراسة التي أُجريت على أكثر من ألف شخص بالغ يعانون من آلام أسفل الظهر، أكدت فعالية هذا النوع من العلاج مقارنة بالوسائل التقليدية مثل المسكنات والرعاية المعتادة.
العلاج الوظيفي المعرفي يُعد نهجًا نفسيًا مبتكرًا يركز على تغيير طريقة تفكير الفرد وتعاطيه مع الألم، إذ يُشجع المريض على فهم العلاقة بين مشاعره وسلوكياته وتجربته الجسدية، مما يمنحه أدوات عملية لمواجهة الألم وتحسين جودة حياته بشكل عام.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!كيف يعمل العلاج الوظيفي المعرفي على تخفيف آلام الظهر؟
يعتمد هذا النوع من العلاج على مبدأ أساسي مفاده أن المعتقدات السلبية حول الألم يمكن أن تزيد من حدته وتُقلل من قدرة الشخص على التحرك أو التفاعل. من خلال جلسات علاجية منظمة، يتعلم المريض كيفية إعادة هيكلة أفكاره حول الألم، ويكتسب استراتيجيات سلوكية تعزز النشاط البدني وتقلل من الاعتماد على المسكنات.
الدراسة قسّمت المشاركين إلى ثلاث مجموعات: الأولى تلقت الرعاية التقليدية، والثانية خضعت للعلاج الوظيفي المعرفي، والثالثة تلقت نفس العلاج بالإضافة إلى تقنية التغذية الراجعة الحيوية (Biofeedback).
وكانت النتائج لصالح المجموعتين اللتين تلقتا العلاج النفسي، دون وجود فرق جوهري بين استخدام أو عدم استخدام التغذية الراجعة.
نتائج طويلة الأمد وتوصيات عملية
من أبرز نتائج الدراسة أن أكثر من 300 مشارك استمروا في الخضوع للمتابعة بعد مرور ثلاث سنوات، وأظهروا تحسنًا ملحوظًا في قدرتهم على الحركة، وتقليلًا في شدة الألم، ما يجعل هذا النوع من العلاج خيارًا مثاليًا لمن يعانون من آلام مزمنة يصعب علاجها بالطرق التقليدية. كما يُعتبر العلاج آمنًا ومنخفض التكلفة مقارنة بالحلول الطبية الأخرى، ولا يعتمد على الأدوية أو التدخل الجراحي.
مستقبل العلاج النفسي في إدارة الآلام المزمنة
تشير هذه النتائج إلى أهمية دمج العلاجات النفسية المعتمدة على الأدلة العلمية ضمن برامج الرعاية الصحية للأمراض المزمنة. فالاعتماد على العلاج الوظيفي المعرفي لا يُحسن الحالة الجسدية للمريض فقط، بل يُحدث فرقًا في حالته النفسية وسلوكياته اليومية. لذا، يُوصى العاملون في القطاع الصحي بإعادة النظر في استراتيجيات علاج الألم المزمن، خاصةً لدى الفئات الأكثر تعرضًا لهذه الحالات، مثل كبار السن والعاملين في المهن البدنية.
العلاج النفسي المعتمد على التوجيه السلوكي يفتح بابًا جديدًا للعلاج طويل الأمد لآلام الظهر، ويُشكل بديلاً حقيقيًا للعلاجات التقليدية، خاصة لمن يبحث عن حلول فعالة وآمنة دون آثار جانبية مزعجة