اعتماد نظام الفصلين الدراسيين في السعودية وتحول استراتيجي في التعليم

أعلنت وزارة التعليم عن موافقة مجلس الوزراء على العودة إلى تطبيق نظام الفصلين الدراسيين في جميع مدارس التعليم العام بالمملكة، على أن يتم تطبيق النظام الجديد بداية من العام الدراسي 1447 / 1448هـ، مع الاستمرار على نفس الإطار الزمني الموحّد المُعتمد مسبقاً للأعوام الأربعة القادمة. هذا القرار جاء بعد تقييم شامل لنظام الثلاثة فصول الذي تم العمل به في السنوات الماضية، والذي حقق أهدافًا إيجابية أبرزها ترسيخ عدد أيام دراسية يصل إلى 180 يومًا سنويًا، بما يتماشى مع المعايير التعليمية في الدول المتقدمة مثل دول مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

لماذا العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين؟

وزارة التعليم أوضحت أن القرار لم يكن ارتجاليًا، بل جاء بناءً على دراسة علمية وميدانية واسعة شارك فيها المعلمون والطلبة وأولياء الأمور والخبراء التربويون، بهدف تعزيز كفاءة العملية التعليمية. وأثبتت الدراسة أن تحسين جودة التعليم لا يعتمد فقط على عدد الفصول بل يرتبط بالعناصر الأساسية مثل كفاءة المعلمين، وتطوير المناهج، والبيئة المدرسية المحفزة، وحوكمة المدارس. هذه المحاور تعد جزءًا من خطة التحول المؤسسي التي تتبناها الوزارة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج تنمية القدرات البشرية.

إقرأ ايضاً:

مرونة في تطبيق النظام وتفاوت مناطقي مدروس

الوزارة شددت على استمرار تطبيق المرونة في بعض المناطق والمراحل التعليمية، حيث تتيح إدارات التعليم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف مرونة أكبر في تطبيق النظام بما يتلاءم مع احتياجات موسمي الحج والعمرة. كما ستتمتع الجامعات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومدارس التعليم العالمي والخاص بحرية اختيار النظام الدراسي الأنسب لها، في ظل التزام الوزارة بتعزيز الشراكة مع هذه الجهات لضمان نجاح التجربة.

أهداف استراتيجية للتحول في التعليم السعودي

عودة النظام الثنائي للفصول ليست تراجعًا عن التطوير، بل خطوة لتعزيز الكفاءة التشغيلية وجودة التعليم، مع المحافظة على عدد الأيام الدراسية، وفتح الباب أمام تحسين بيئة التعلم وتنويع الأنشطة الطلابية. وتهدف الوزارة من خلال هذه الخطوة إلى منح المدارس مزيدًا من الصلاحيات لتكون نقطة الانطلاق للتغيير الحقيقي على مستوى النظام التعليمي، ولضمان استمرار التحسين وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.

تطبيق نظام الفصلين الدراسيين هو جزء من تحولات أعمق في بنية التعليم السعودي، ويأتي في إطار إعادة توجيه الجهود نحو تركيز أكبر على جودة المخرجات، وتهيئة بيئة تعليمية أكثر فاعلية ومرونة لجميع الطلاب والكوادر التعليمية، بما يضمن تحقيق رؤية المملكة التعليمية على المدى البعيد.