المركز الوطني للأرصاد.

تحذيرات مناخية مرتقبة وأمطار غزيرة تهدد هذه المناطق في المملكة خلال أغسطس

كتب بواسطة: محمد صالح |

تشهد المملكة العربية السعودية حالة من التأهب الجوي مع تصاعد التحذيرات الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد بشأن تقلبات الطقس المتوقعة خلال شهر أغسطس، حيث أعلن المحلل الجوي عقيل العقيل عن استمرار فرص هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة في عدد من المناطق، ما يرفع من احتمالية تشكّل السيول الجارفة في بعض المواقع التي قد تكون مأهولة أو عرضة للخطر الجغرافي.

وأوضح العقيل خلال ظهوره الإعلامي عبر القناة السعودية أن شهر أغسطس يعتبر تاريخيًا من أكثر الشهور التي تسجل فيها معدلات مرتفعة لهطول الأمطار في المملكة، مستندًا إلى البيانات المناخية الرسمية والسجلات الإحصائية التي توثق هذه الظاهرة بشكل سنوي، مع الإشارة إلى أن منطقة جازان على وجه التحديد تسجل أعلى المعدلات اليومية والشهرية لهطول الأمطار خلال هذا الشهر.

إقرأ ايضاً:

المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

وأضاف أن المرتفعات الجنوبية والغربية مثل مرتفعات عسير والباحة وجازان، إلى جانب المناطق الشرقية من مكة المكرمة والطائف، ستشهد تركّزًا في السحب الرعدية الماطرة، وهو ما يستدعي رفع مستوى الجاهزية بين الجهات المختصة لتفادي أي أضرار محتملة قد تنتج عن السيول أو تقلبات الطقس الحادة.

وأشار إلى أن هذه الأمطار قد تكون مصحوبة أحيانًا بتساقط لحبات البرد ورياح نشطة، مؤكدًا أن الخطورة لا تكمن فقط في هطول الأمطار بشكل مباشر على منطقة معينة، بل تتعدى ذلك إلى السيول المنقولة التي قد تجتاح مناطق لم تتعرض لهطول فعلي، مما يزيد من عنصر المفاجأة وصعوبة التنبؤ بالمسارات الخطرة.

وفي هذا السياق، شدد العقيل على أهمية الحذر الشديد من الأودية والمناطق المنخفضة، خاصة تلك التي لا تظهر فيها آثار هطول فوري لكنها معرضة لتجمع السيول المنقولة من المرتفعات، وهو ما يضاعف حجم الخطر خصوصًا خلال ساعات الليل أو في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة حيث تقل آليات الرصد والمراقبة.

وأفاد العقيل أن المركز الوطني للأرصاد يتابع على مدار الساعة تطورات الحالة الجوية، من خلال نظم رصد دقيقة تعتمد على بيانات الأقمار الاصطناعية ومحطات الأرصاد الأرضية، مشيرًا إلى أن التنبيهات التي تصدرها الهيئة لا تأتي إلا بعد تأكد علمي مدعوم بالقرائن المناخية والاحتمالات المدروسة.

ودعا إلى الالتزام بالإنذارات الحمراء التي تصدرها الهيئة عند وصول الظروف المناخية إلى مرحلة الخطر، موضحًا أن هذه التنبيهات لا تمثل فقط إشارة إلى تقلب الطقس بل تستوجب إجراءات ميدانية عاجلة من الجهات الرسمية والمواطنين على حد سواء، لتقليل آثار الكوارث الطبيعية المحتملة.

كما نبه العقيل إلى أن شهر أغسطس ليس فقط الأشد في معدلات الأمطار، بل يشهد كذلك استمرارًا لدرجات حرارة مرتفعة في المناطق الشرقية والوسطى، والتي ستظل تحت تأثير موجات الحر حتى أواخر سبتمبر، وهو ما يشكل تحديًا مزدوجًا بين التعامل مع حرارة الصيف ومخاطر الأمطار والسيول.

وبحسب المحلل الجوي فإن الاعتدال النسبي في درجات الحرارة سيبدأ بالظهور تدريجيًا في المناطق الشمالية من المملكة مع مطلع أكتوبر، في حين ستبقى بعض المناطق الجنوبية والغربية تحت التأثير المستمر للمنخفضات المدارية التي قد تجلب معها المزيد من الأمطار.

ويؤكد المركز الوطني للأرصاد أن المتابعة المستمرة للنشرات اليومية والبيانات التحذيرية أمر ضروري خلال هذا الشهر، لا سيما مع احتمالية نشوء حالات جوية متسارعة قد لا تتيح وقتًا كافيًا للتصرف، مما يجعل الالتزام بالإجراءات الوقائية أمرًا بالغ الأهمية.

وتعكف الجهات المختصة في الدفاع المدني، والهلال الأحمر، والبلديات، على رفع درجات الجاهزية استعدادًا لأي طارئ، حيث تشمل الاستعدادات تفقد مجاري السيول وتهيئة آليات الإنقاذ والطوارئ، إلى جانب إطلاق حملات توعوية تستهدف السائقين والمقيمين في المناطق الجبلية والمنخفضة.

وفي ظل هذه الظروف، يناشد المركز الوطني للأرصاد المواطنين والمقيمين بعدم المجازفة وضرورة تجنب عبور الأودية أو الاقتراب من تجمعات المياه حتى وإن كانت تبدو ساكنة، لأن مجرى السيل قد يتغيّر في دقائق معدودة ويؤدي إلى أوضاع خطيرة لا يمكن السيطرة عليها بسهولة.

ويُذكر أن المملكة قد شهدت في أعوام سابقة سيولًا جارفة في مثل هذه الفترات من السنة، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية في بعض المناطق، وهو ما يجعل من التوعية المسبقة والتحذيرات الجوية أدوات أساسية للوقاية وتخفيف حدة الكوارث الطبيعية.

ويستند المركز الوطني للأرصاد في تقاريره إلى نماذج علمية دقيقة تأخذ في الاعتبار كافة العوامل الجوية المتغيرة، بما في ذلك درجات الحرارة، نسب الرطوبة، حركة الرياح، وتشكيلات السحب، ما يعزز من موثوقية التنبؤات ويجعلها أداة أساسية لاتخاذ القرار في مؤسسات الدولة.

وفي ختام تصريحاته، أعاد العقيل التأكيد على أن الصيف الحالي، وفقًا للتقويم الأرصادي، لم يتبقّ منه سوى شهر واحد، لكن ذلك لا يعني زوال المخاطر، بل يفرض المزيد من الحذر خلال هذه الفترة الانتقالية التي قد تجمع بين موجات الحر والأمطار الغزيرة في وقت واحد.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار