أعلن مجلس الضمان الصحي عن اتخاذه قرارات صارمة بحق عدد من أصحاب العمل في المملكة، وذلك بعد رصد مخالفات تتعلق بعدم الالتزام بتوفير التغطية الصحية الإلزامية للعاملين لديهم وأفراد أسرهم، وقد شملت هذه القرارات فرض جزاءات مالية بلغ مجموعها أكثر من مليونين ونصف المليون ريال، وهو ما يعكس تشدد المجلس في تطبيق أنظمة الضمان الصحي التعاوني.
وأوضح المجلس أن هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من الإنذارات التي تم توجيهها إلى المخالفين، بهدف منحهم فرصة لتصحيح أوضاعهم، إلا أن استمرار التجاوزات وعدم الالتزام دفع بالجهات المختصة إلى اتخاذ قرارات حازمة، طالت هذه المرة 110 منشآت خالفت اللوائح المنظمة، متجاهلة ما تفرضه الأنظمة من التزامات تجاه العاملين لديها.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وقد بلغت قيمة الغرامات الإجمالية المفروضة 2,556,000 ريال، في مؤشر واضح على أن المجلس لا يتهاون مع من يتجاوز الأنظمة، خاصة في ما يتعلق بحقوق العاملين في الحصول على التأمين الصحي الإلزامي، وهو ما يشكل إحدى الركائز الأساسية للعدالة الاجتماعية داخل بيئة العمل في المملكة.
وينص نظام الضمان الصحي التعاوني على إلزام صاحب العمل بسداد أقساط التأمين الصحي عن العاملين وأفراد أسرهم المشمولين، وفي حال الإخلال بذلك، يُلزم المخالف بسداد الأقساط المستحقة، بالإضافة إلى غرامة مالية قد تصل إلى قيمة الاشتراك السنوي لكل فرد، وهي عقوبة تهدف إلى الحد من التجاوزات المتكررة التي تمس حقوق العاملين.
كما يمنح النظام للمجلس صلاحية حرمان المنشآت المخالفة من استقدام العمالة لفترة مؤقتة أو دائمة، وهي عقوبة إدارية من شأنها التأثير على نشاط المنشأة بصورة مباشرة، وتُستخدم كأداة ردع فعالة لضمان التزام المنشآت بتطبيق الأنظمة دون تهاون أو تأخير.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تشهد فيه المملكة تطورًا كبيرًا في البنية التنظيمية للقطاعات الصحية، مدفوعة برؤية 2030 التي وضعت في مقدمة أهدافها تحسين جودة الخدمات الصحية، وتعزيز الحوكمة، وتوسيع نطاق التغطية التأمينية بما يشمل جميع فئات العاملين في القطاعين العام والخاص.
ويُعد مجلس الضمان الصحي الجهة الرقابية المسؤولة عن متابعة تنفيذ نظام الضمان الصحي التعاوني، وقد عزز في الآونة الأخيرة آليات الرصد والمتابعة، من خلال توظيف تقنيات رقمية متقدمة، تسمح بكشف المخالفات بشكل أسرع وأكثر دقة، مما أدى إلى زيادة كفاءة الرقابة وفاعلية التدخلات التصحيحية.
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم المجلس، إيمان الطريقي، أن المجلس ملتزم بتطبيق الأنظمة واللوائح التنظيمية، ولا يتوانى عن اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المنشآت غير الملتزمة، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الإجراءات هو حماية حقوق المستفيدين وتهيئة بيئة عمل صحية تضمن سلامة جميع الأطراف.
وأوضحت الطريقي أن مجلس الضمان الصحي يواصل جهوده في تطوير بيئة تنظيمية فاعلة، تسهم في رفع مستوى الامتثال وتدعم ثقافة الالتزام داخل سوق العمل، وتابعت قائلة إن المجلس يعمل باستمرار على متابعة مدى التزام أصحاب العمل بالتغطية الصحية الإلزامية، ويحثهم على المبادرة بتصحيح أوضاعهم في حال وجود أي خلل.
وأضافت المتحدثة أن الإجراءات المتخذة لا تهدف إلى المعاقبة فحسب، بل تسعى في جوهرها إلى تصحيح المسار، وضمان حصول كل فرد على حقه المشروع في الرعاية الصحية، دون أي انتقاص أو تأخير، بما يتماشى مع المعايير المهنية والإنسانية التي وضعتها الدولة لحماية العاملين.
ويعتبر نظام الضمان الصحي التعاوني أحد أبرز الأنظمة التي أُقرت بهدف ضمان حصول المقيمين والعاملين على الرعاية الصحية الأساسية، وقد جرى تطويره وتحديثه خلال الأعوام الماضية ليشمل أفراد الأسرة من الزوجة والأبناء، وهو ما يعكس حرص الدولة على بناء نظام صحي متكامل لا يقتصر على العامل فقط.
ويُلزم النظام أصحاب العمل في القطاع الخاص بالاشتراك في التأمين الصحي لموظفيهم دون تحميل العامل أي جزء من تكلفة الاشتراك، ويُعد أي إخلال بهذا الالتزام مخالفة صريحة تستوجب الجزاء، خاصة أن النظام واضح في بنوده ولا يترك مجالًا للتأويل أو المماطلة.
وفي هذا السياق، يبرز الدور الحيوي الذي يقوم به المجلس في مراقبة مدى التزام الشركات والمؤسسات بالأنظمة، حيث تم تطوير قواعد بيانات متكاملة تتيح متابعة حالة التأمين الصحي لكل موظف، وربطها بجهات أخرى مثل الجوازات ووزارة الموارد البشرية، لتوفير آلية رقابية مترابطة وفعالة.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى تحسين مستوى الامتثال بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، إلا أن بعض المنشآت لا تزال تُظهر تقاعسًا في تنفيذ التزاماتها، ما يستدعي تدخلًا مباشرًا من الجهات الرقابية لحماية المستفيدين من الأضرار الناتجة عن عدم وجود تغطية صحية، خاصة في الحالات الطارئة.
ويعكس هذا التحرك الجاد من مجلس الضمان الصحي التوجه العام للمملكة نحو ترسيخ مبادئ العدالة والشفافية في جميع مجالات العمل، بما في ذلك ضمان الحقوق الصحية، التي تُعد من الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل فرد يعمل على أراضي المملكة، بغض النظر عن جنسيته أو طبيعة عمله.
وتشهد المنظومة الصحية السعودية تحولًا نوعيًا كبيرًا، يتضمن إعادة هيكلة شاملة للتأمين الصحي، بما يواكب النمو السكاني ويُلبي احتياجات سوق العمل، ويُعد فرض الغرامات والجزاءات إحدى أدوات هذا التحول التي تهدف إلى تصحيح السلوك المؤسسي وتعزيز الالتزام.
ويأمل المجلس أن تسهم هذه القرارات في رفع مستوى الوعي بين أصحاب العمل، ودفعهم إلى مراجعة أوضاعهم، وضمان توافقها مع الأنظمة، تفاديًا لأي جزاءات مستقبلية، وتحقيقًا لبيئة عمل عادلة وآمنة لجميع العاملين في القطاع الخاص داخل المملكة.