دوري روشن السعودي.

بداية مشتعلة لموسم جديد في دوري روشن .. مواجهات نارية وتوقعات بظهور مفاجآت

كتب بواسطة: سوسن شرف |

ينطلق موسم دوري روشن السعودي للمحترفين وسط أجواء من الحماس والترقب، بعد أن كُشف عن تفاصيل الجولة الأولى التي ينتظرها جمهور كرة القدم في المملكة بشغف كبير، حيث تعكس التوقعات المبكرة أن البطولة في موسمها الجديد ستشهد صراعًا محمومًا بين الأندية الكبرى على اللقب، إلى جانب مفاجآت قد تقلب الترتيب منذ بدايات الأسابيع الأولى.

والجولة الأولى من الدوري هذا الموسم جاءت غنية بالمواجهات المنتظرة، التي من شأنها أن تشكل مؤشرات مبكرة على مدى استعداد الفرق، وقدرتها على المنافسة في ظل تغيرات كبيرة طالت الأجهزة الفنية، والصفقات المحلية والدولية التي أبرمتها الأندية خلال فترة الانتقالات الصيفية التي لا تزال جارية.

إقرأ ايضاً:

تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليمي

وتأتي أبرز مباريات الجولة باصطدام النصر بنظيره التعاون، في لقاء يتوقع أن يكون حافلًا بالإثارة، خاصة في ظل رغبة النصر الجامحة بتسجيل انطلاقة قوية، تؤكد جديته في المنافسة على لقب الموسم الحالي، بعد أن أنهى موسمه الماضي دون التتويج بلقب الدوري، رغم التعاقدات الكبيرة التي أبرمها النادي.

وفي المقابل، يواجه الهلال فريق الرياض في مباراة تبدو على الورق سهلة للزعيم، غير أن الواقع قد يحمل ما هو مختلف، لا سيما وأن الرياض أظهر طموحات واضحة منذ صعوده، ويسعى لتثبيت أقدامه مبكرًا، وعدم الظهور بدور الفريق السهل أمام الكبار، مما يجعل اللقاء مفتوحًا على جميع الاحتمالات.

أما حامل اللقب نادي الاتحاد، فسيبدأ مشواره بمواجهة الأخدود، حيث يسعى العميد للحفاظ على لقبه والدفاع عنه بكل قوة، في موسم يطمح فيه لتأكيد تفوقه المحلي، واستثمار حالة الاستقرار الفني التي يعيشها الفريق، إلى جانب صفقاته التي رفعت من سقف الطموحات في جدة.

وتشهد الجولة أيضًا مواجهة تجمع الأهلي مع فريق نيوم، وهي مباراة لافتة نظرًا لكونها تمثل عودة الأهلي إلى دائرة الضوء بعد صعوده مجددًا إلى دوري المحترفين، ما يجعل جماهيره تتطلع لبداية قوية، خصوصًا وأن النادي أجرى تغييرات واسعة على تشكيلته الأساسية، ويأمل أن يضع بصمته سريعًا.

والشباب من جانبه سيواجه الخليج، في لقاء يبدو متكافئًا بالنظر إلى ما قدمه الفريقان خلال الموسم الماضي، ويسعى كلاهما إلى تحقيق بداية إيجابية، تعكس جاهزيتهما للمرحلة المقبلة، وسط توقعات بأن تشهد هذه المباراة منافسة بدنية عالية، بالنظر إلى تقارب مستوى الفريقين.

وتعد هذه الجولة اختبارًا أوليًا للمديرين الفنيين الجدد في بعض الأندية، كما تمثل محطة مهمة للنجوم الأجانب الجدد الذين انضموا حديثًا، والذين يتوقع أن يكون لهم تأثير كبير في تغيير موازين القوى خلال الموسم، الأمر الذي يزيد من حدة الترقب لكل مباراة على حدة.

ومن اللافت أن الفرق الأربعة الكبرى، وهي الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي، تدخل الموسم الحالي برغبة واضحة في العودة إلى منصة التتويج، أو المحافظة عليها، وهو ما ينذر بموسم ناري قد لا يُحسم إلا في جولاته الأخيرة، إذا ما استمرت المستويات متقاربة بين هذه الفرق.

ويأتي انطلاق الدوري هذا العام في ظل اهتمام متزايد من قبل الجماهير، التي باتت تتابع التفاصيل الصغيرة لكل فريق، سواء من خلال وسائل الإعلام أو المنصات الاجتماعية، ما يزيد من حجم الضغوط الواقعة على الأندية لتقديم مستويات مميزة منذ الجولة الأولى دون انتظار.

ويُنتظر أن تستفيد الفرق من المعسكرات الخارجية التي أجرتها استعدادًا لهذا الموسم، حيث ركزت أغلب الأندية على رفع الجانب البدني والتكتيكي، فضلًا عن منح الفرصة للاعبين الجدد للانسجام مع التشكيلة، وهو ما سيظهر مبكرًا في مباريات الجولة الافتتاحية.

وتسعى رابطة دوري المحترفين بدورها إلى تقديم نسخة أكثر تنظيمًا وجودة من سابقاتها، في ظل ارتفاع عدد المتابعين للدوري من داخل المملكة وخارجها، الأمر الذي يضع الأندية أيضًا أمام تحدٍ تسويقي وتنافسي جديد، يجب التعامل معه باحترافية متزايدة.

ومن المتوقع أن يتأثر شكل المنافسة هذا الموسم بقرارات تحكيمية فارقة، مع مواصلة الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد، إضافة إلى تطبيق عدد من التعديلات الجديدة في قوانين اللعب، والتي ستحمل تأثيرها المباشر على سير بعض المباريات، خصوصًا في الجولات الأولى.

كما يُنتظر أن يكون للعنصر الجماهيري دور كبير في دفع فرقهم نحو الانتصارات، خاصة الأندية التي تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، ما يمنح بعض الفرق أفضلية معنوية واضحة عندما تلعب على أرضها، وهو ما يتجلى بقوة في مباريات مثل الهلال والاتحاد والأهلي.

وتبقى الأنظار موجهة إلى النصر، الذي سيدخل هذا الموسم وسط ضغوط كبيرة بعد أن فشل في تحقيق لقب الدوري الموسم الماضي، رغم توافر عناصر من الطراز الرفيع، وهو ما يجعل لقاءه أمام التعاون محوريًا في تحديد انطلاقة الفريق وقياس مدى جاهزيته للسباق الطويل.

ولا يُستبعد أن تحمل الجولة الأولى مفاجآت كبيرة، نظرًا لطبيعة الدوري التي باتت أكثر تنافسية مع مرور الوقت، حيث لا وجود لفريق سهل، ولا يمكن ضمان أي فوز قبل إطلاق صافرة النهاية، وهو ما يمنح البطولة نكهة خاصة تميزها عن غيرها من الدوريات الإقليمية.

وتؤكد أغلب المؤشرات أن موسم دوري روشن الجديد سيكون مختلفًا من جميع النواحي، سواء من حيث الأداء الفني، أو التغطية الإعلامية، أو حتى حضور الجماهير، ما يضع الجميع أمام مسؤولية تقديم نسخة تليق بتطور الكرة السعودية وتطلعات جماهيرها.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار