تشهد أروقة الوسط الرياضي السعودي حالة من الترقب المشوب بالإثارة، على خلفية التطورات الأخيرة المتعلقة بانتخابات رئاسة ناديي الهلال والنصر، حيث أدت خطوة فهد بن نافل بإعلانه عدم الترشح لرئاسة نادي الهلال إلى فتح باب واسع من السيناريوهات المحتملة، ليس فقط في الهلال، بل في نادي النصر أيضًا، الذي قد يجد نفسه مدعوًا لإعادة التوازن مع غريمه التقليدي من خلال إعادة بعض الأسماء البارزة إلى الواجهة.
وتسببت أنباء ترشح الأمير نواف بن سعد لرئاسة نادي الهلال في تفاعل واسع، إذ اعتبر كثير من المتابعين أن عودة شخصية بمثل هذا الثقل إلى المشهد الإداري، تتطلب من نادي النصر تحركًا متوازيًا يعيد التوازن التاريخي بين الناديين الأكثر تأثيرًا في كرة القدم السعودية، بحسب ما أشار إليه الإعلامي عبد الكريم الزامل في تغريدة مثيرة.
إقرأ ايضاً:
تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليميوذكر الزامل أنه بات من الضروريات ترشح أحد الأسماء النصراوية صاحبة الخبرة مثل الأمير فيصل بن تركي أو سعود السويلم، في خطوة وصفها بأنها ضرورة ملحة لحفظ التوازن، موجهًا نداء صريحًا إلى رجال النصر للتحرك الفوري نحو دعم أحد هذه الخيارات في الانتخابات المقبلة.
ويحظى سعود السويلم بشعبية كبيرة بين جماهير النصر، نظرًا لما حققه النادي في فترته السابقة من إنجازات، أهمها التتويج بلقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين موسم 2018-2019، وهي الفترة التي شهدت تطورًا إداريًا وتنافسًا رياضيًا محتدمًا بين الناديين، مما أضفى على الساحة الكروية السعودية مزيدًا من الإثارة.
ويعتبر كثيرون أن عودة السويلم لرئاسة النصر قد تعيد الحيوية إلى المشهد النصراوي، خصوصًا في ظل وجود تغييرات مرتقبة في الهلال، وعودة أسماء لها ثقلها إلى القيادة الإدارية، مما قد يعيد رسم ملامح المنافسة داخل الملعب وخارجه في موسم يُتوقع أن يكون استثنائيًا بكل المقاييس.
وتأتي هذه التطورات في توقيت حساس للغاية، حيث تستعد أندية دوري روشن السعودي لبداية موسم كروي جديد، من خلال معسكرات إعداد مكثفة، وصفقات كبيرة في سوق الانتقالات الصيفية، وسط منافسة شرسة بين الأندية الكبرى على ضم أبرز الأسماء من اللاعبين المحليين والدوليين.
ويبدو أن إدارة الهلال المقبلة، برئاسة متوقعة للأمير نواف بن سعد، ستحمل في جعبتها مشروعًا جديدًا يهدف إلى البناء على النجاحات السابقة، وهو ما قد يشعل رغبة النصر في إعادة ترتيب صفوفه الإدارية والفنية، حتى لا يجد نفسه خارج دائرة المنافسة مبكرًا.
ويرى محللون أن الحديث عن ضرورة ترشح السويلم لا ينبع فقط من رغبته في العودة، بل من حاجة النادي إلى شخصية قادرة على التعامل مع تعقيدات المرحلة المقبلة، سواء على مستوى إدارة الصفقات أو العلاقة مع جماهير النادي، أو حتى مواجهة الضغوط الإعلامية والجماهيرية.
وكان نادي الهلال قد حقق إنجازات متعددة خلال رئاسة فهد بن نافل، أبرزها الفوز بدوري أبطال آسيا، والوصول إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، إضافة إلى بطولات محلية، جعلت من عهده واحدًا من أكثر الفترات نجاحًا في تاريخ النادي، ما يزيد من حجم التحدي على إدارة النصر القادمة.
وفي المقابل، شهد النصر خلال السنوات الأخيرة حالة من التذبذب في الأداء، رغم تعاقداته الكبيرة، حيث لم ينجح في التتويج بلقب الدوري منذ مغادرة السويلم، وهو ما يدفع شريحة من الجماهير للمطالبة بإعادته من جديد، علّه يعيد للنادي بريقه المفقود.
وتؤكد المؤشرات الأولية أن الموسم المقبل سيكون مختلفًا من حيث الإعداد والتنافس، فالأندية لم تكتفِ بتغيير المدربين أو اللاعبين فقط، بل باتت تعيد النظر في تركيبتها الإدارية، في محاولة لضمان الاستقرار والقدرة على مجاراة التحديات المتزايدة في الدوري الأقوى في المنطقة.
وتسود حالة من الترقب داخل البيت النصراوي، حيث تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت هناك خطوات فعلية سيتم اتخاذها من قبل الشخصيات الداعمة للنادي، لا سيما في ظل الحديث المتكرر عن أهمية ضخ دماء جديدة في القيادة، تتسم بالحزم والتخطيط بعيد المدى.
ويبدو أن تصريحات الإعلاميين والمقربين من الإدارة الحالية بدأت تحفّز الجماهير على التفاعل، وقد تشهد الأيام المقبلة تحركات فعلية لفتح باب الترشيح، مع احتمالات قوية بدخول شخصيات سبق لها قيادة النادي أو كانت مؤثرة فيه بشكل مباشر خلال مراحل مفصلية.
وتعكس هذه الأجواء الحراك الحيوي الذي يشهده الوسط الرياضي السعودي في ظل مشاريع التحول الرياضي، والدعم الكبير الذي تحظى به الأندية من الجهات الرسمية، ما يجعل من ملف الانتخابات الرئاسية قضية محورية تمس مستقبل الأندية على كافة الأصعدة.
وتزداد أهمية هذه الانتخابات في ظل وجود طموحات جماهيرية عالية، حيث باتت جماهير الأندية الكبرى لا تكتفي بالمنافسة المحلية، بل تطالب بالمشاركة الفاعلة في البطولات القارية، وهو ما يستدعي وجود إدارات قوية قادرة على إدارة ملفاتها باحترافية ومرونة عالية.
وفي ظل هذه التغيرات المتسارعة، يبدو أن الكرة الآن في ملعب النصراويين، فإما أن يستجيبوا لهذا النداء ويعيدوا أحد رموز النادي إلى المشهد، أو أن يختاروا طريقًا جديدًا يقوده اسم مختلف، لكنهم سيظلون تحت اختبار جماهيري لا يرحم، في موسم لا يحتمل المجازفات.